ابن عباس كتب عن ميثم في التفسير
إنّ ميثم التمّار كان عبداً لامرأة من بني أسد ، اشتراه أمير المؤمنينعليه السلام منها ، فأعتقه ، وتولى تربيته وتهذيبه ، حتى كان أثيراً عنده ، وقد أطلعه على بعض أخبار الملاحم ممّا عهد به إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان ممّا أخبره به ما سيجري عليه في نهاية حياته ، وقد وجده أهلاً لما حمّله من أسراره.
روى الكشي في « معرفة الرجال » حديثه نقلاً عن ابنه يحيى بن ميثم ، عنه ، قال : « لمّا خرج إلى العمرة فأتى أم سلمة رضي الله عنها ـ وذكر ما جرى بينهما من كلام ـ ثم قال : فخرجت فإذا ابن عباس رحمة الله عليهما جالس ، فقلت : يابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن ، فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام وعلّمني تأويله ، فقال : ياجارية هاتي الدواة والقرطاس ، فأقبل يكتب ، فقلت : يا بن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعة ، أقصرهم خشبة ، وأقربهم إلى المطهرة؟ فقال لي : أتكهّن ، أيضاً خرّق الكتاب ، فقلت مه احتفظ بما سمعت مني ، فإن يك ما أقول لك حقاً أمسكته ، وإن يك باطلاً خرّقته ، قال : هو ذلك » (١).
هذا هو الخبر الذي هو مثار العجب من حيث أخذ ابن عباس بعض التفسير عن ميثم! ويبقى السؤال عن الكمّ والكيف وهل أبقى ابن عباس ما
____________
(١) إختيار معرفة الرجال / ٨١ تحقيق المصطفوي ، معجم رجال الحديث ١٩ / ١١٧ ط الاداب في النجف الاشرف سنة ١٣٩٥ هـ.