يشكّوا في إيمانهم ، نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر ، ثم قال : (وَجَاهَدُوا)الأعداء في سبيل الله في طاعته ، (بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) يعني في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء » (١).
١ ـ عن ابن عباس ، قال : « أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقتين عظيمتين ، فنظر إلى أصحابه ، وقال : « هل فيكم أحد يصلي ركعتين لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء ولا يحدّث قلبه بفكر الدنيا أعطيت إحدى الناقتين له ».
فقام عليّ ودخل في الصلاة فلمّا سلّم هبط جبرائيل فقال : أعطيه إحداهما ، فقال رسول الله : « إنّه جلس في التشهد فتفكّر أيّهما يأخذ » ، فقال جبرائيل : تفكّر أن يأخذ أسمنهما فينحرها ويتصدق بها لوجه الله ، فكان تفكره لله لا لنفسه ولا للدنيا ، فأعطاه رسول الله كلتيهما ، وأنزل الله : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى) أي في صلاة علي لعظة ، (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ) « أي » عقل ، (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) يعني أستمع بأذنيه إلى ما تلاه بلسانه ، (وَهُوَ شَهِيدٌ) (٢) يعني حاضر القلب لله عزوجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من عبد صلى لله ركعتين لا يتفكر فيهما من أمور الدنيا بشيء إلاّ رضى الله عنه وغفر له ذنوبه » (٣).
____________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ١٨٧.
(٢) ق / ٣٧.
(٣) شواهد التنزيل ٢ / ١٩٣.