نظرة فاحصة
لا ريب أنّ من يقرأ في أيّ كتاب تفسير للقرآن بالمأثور ، يجد ابن عباس لديه الحضور في جلّ رواياته ، ومنها القصص القرآني بمعناه الشامل العام. ولو اقتصرنا على كتاب « مجمع البيان » ـ مثلاً ـ وقمنا بعملية مسح شامل لما ورد عنه في القصص القرآني ، نجد فيه عن ابن عباس ما يتعلق بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والسيرة النبوية بدءاً من البعثة حتى وفاته صلى الله عليه وآله وسلم عدّة روايات ، موزعة حسب ورود الآيات الكريمة المتعلقة بها ، ويكاد أن يكون ذلك بمثابة رسالة في السيرة. فمن آية الإنذار إلى ما جاء من آيات في الكفار والمشركين ، وما جاء في حروب بدر وأحد والأحزاب وواقعة بني النضير وبني قريظة ، وأخيراً إلى ختام السيرة بما جاء عنه في تفسير سورة النصر. ولو تفرّغ له باحث ، فجمعه ورتّبه حسب السنين من البعثة إلى الهجرة ، لكان عملاً مفيداً نافعاً.
كما يجد ممّا يتعلق بأخبار الأنبياء والمرسلين السابقين وحالهم مع