اهْتَدَواْ) (١) » ، فقال الطبرسي : وهذا محمول على أنّه فسّر الكلام ، لا أنّه أنكر القراءة الظاهرة مع صحة المعنى (٢).
إلى غير ذلك من الموارد التي كان فيها صاحب « مجمع البيان » ردءاً لابن عباس في أقواله ، فمن شاء المزيد فليرجع إلى « مجمع البيان ». ولم يكن هو الوحيد الذي اعتمد تفسير ابن عباس ، بل غالب المفسرين كذلك ، كما ستأتي الإشارة إلى ما قاله صاحب المباني في ذلك.
وقبل أن نودع « مجمع البيان » أود التنبيه على أنّ الطبرسي نقل في عدّة مواضع بعنوان « تفسير ابن عباس » ، وهذا يوحي بوجوده نسخة منه عنده ، وسأبحث هذا الموضع في الكلام عن تفسير ابن عباس.
هوية ابن عباس مفسراً
من نافلة القول التدليل على ذلك ، بعدما قرأناه مكرراً فيما مضى ممّا دلّ على ذلك ، وأنّه كان صدر المفسرين ، وأنّه ترجمان القرآن ، أمّا الآن فهل هو أوّل من دوّن التفسير؟ أو هو أوّل من أملى فيه ، ثم هل كان مفسراً أثرياً؟ أم كان لغوياً؟ أم كانت له مشاركة فيهما جميعاً؟
هذه المسائل التي ينبغي للباحث تجليتها من خلال الرجوع إلى ما مرّ بعضه في تراجم تلامذته ويأتي بعضه.
____________
(١) البقرة / ١٣٧.
(٢) مجمع البيان ١ / ٤٠٧.