كثيراً ، ثم قاموا عنه.
فقال أبو ياسر لأخيه حيّ بن أخطب ولمن معه من الأحبار : ما يدريكم لعلّه قد جمع هذا كلّه لمحمد ، احدى وسبعون ، واحدى وستون ومائة ، ومائتان واحدى وثلاثون ، ومائتان واحدى وسبعون ، فذلك سبعمائة سنة وأربع وثلاثون ، فقالوا : لقد تشابه علينا أمره ، ويزعمون أنّ هؤلاء الآيات نزلت فيهم : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) (١) » (٢).
لقد أختلف في تفسير الآيات المتشابهات في الصفات على أقوال ثلاثة :
أحدها : أنّه لا مدخل للتأويل فيها ، بل تجري على ظاهرها ، ولا تُؤول شيئاً منها ، وهذا قول المشبّهة المجسّمة.
ثانيها : إنّ لها تأويلاً ، ولكن لا نخوض فيه ونقول لا يعلمه إلاّ الله ، وهذا قول السلفية البلكفية ـ أي بلا كيف ـ.
ثالثاً : إنّها مؤولة تأويلاً بما يليق وعظمة ذي الجلال ، وهذا قول أهل الحق من الصحابة والتابعين وحتى بعض أئمة المذاهب كأحمد بن حنبل فيما حكاه ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى تأويل أحمد في قوله تعالى : (أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ) ، قال : « وهل هو إلاّ
____________
(١) آل عمران / ٧.
(٢) جامع البيان للطبري ١ / ١٣٨.