فمن ذلك قوله لتلميذه عبيد الله بن عتبة : « يابن عتبة تعلَم آخر سورة من القرآن أنزلت؟ قال : نعم (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (١) ، قال : صدقت » (٢).
وكذا قوله لتلميذه الآخر وهو أبو العالية وقد سأله عن شيء ، فقال : « يا أبا العالية أتريد أن تكون مفتياً؟ فقال : لا ولكن لا آمن أن تذهبوا ونبقى ، فقال : صدق أبو عالية » (٣).
وقد مرّ التعريف بأبي العالية وتكريم ابن عباس له حتى كان يجلسه معه على السرير.
لقد مرّت شواهد على ذلك في تراجم بعض تلامذته ، من تكريم وتقديم ، كما صنع مع أبي العالية رفيع بن مهران ، حتى كان يجلسه معه على السرير.
فقد روى الخطيب بسنده عن أبي العالية ، قال : « كنت آتي ابن عباس وهو على سريره وحوله قريش ، فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير ، فيغامزني قريش ، ففطن لهم ابن عباس ، فقال : كذاك هذا العلم يزيد الشريف شرفاً ، ويجلس المملوك على الأسرة » (٤).
____________
(١) النصر / ١.
(٢) المعجم الأوسط للطبراني ٧ / ١٩٩.
(٣) سنن الدارمي ١ / ١٣٣.
(٤) الفقيه والمتفقه ١ / ٣١.