ومن النماذج التي فيها كشف ما أستبهم علمه من المتشابه في القرآن :
عن تفسير علي بن إبراهيم القمي كما في « مستدرك الوسائل » في باب نوادر ما يتعلق بأبواب زكاة الغلات بسنده : « عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنّه قيل له : إنّ قوماً من هذه الأمة يزعمون أنّ العبد يذنب الذنب فيحرم به الرزق.
فقال ابن عباس : فو الذي لا إله غيره ، لهذا أنور في كتاب الله من الشمس الضاحية ، ذكر الله في سورة : (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (١) ، إنّ شيخاً كانت له جنّة ، وكان لا يدخل لبيته ثمرة منها ولا إلى منزله ، حتى يؤتي كلّ ذي حق حقه ، فلمّا قبض الشيخ ورثه بنوه ـ وكان له خمسة من البنين ـ فحملت جنتهم تلك السنة التي هلك فيها أبوهم ، حملاً لم يكن حملته قبل ذلك ، فراحوا إلى جنتهم بعد صلاة العصر ، فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل ، لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم ، فلمّا نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا ، وقال بعضهم لبعض : إنّ أبانا كان شيخاً كبيراً قد ذهب عقله وخرف ، فهلّم فلنتعاهد عهداً فيما بيننا أن لا نعطي أحداً من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئاً ، حتى نستغني وتكثر أموالنا ، ثم نستأنف الصنيعة فيما يستقبل من السنين المقبلة ، فرضي بذلك منهم أربعة وسخط الخامس ، وهو الذي قال
____________
(١) القلم / ١.