أنّه خير منا ، قال : بل أنتم خير منه ، فنزلت عليه : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ). قال وأنزلت عليه : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَ *ئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) (١) ».
سورة الكافرون
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
١ ـ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ...) (٢) السورة ، قال ابن عباس : « إنّ قريشاً وعدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل ، فإنّا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ولنا فيها صلاح. قال : ما هي؟ قالوا : نعبد آلهتنا سنة ، اللات والعزّى ، ونعبد إلهك سنّة ، قال : حتى أنظر ما يأتي من عند ربي ، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ...) السورة ، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
____________
(١) النساء / (٥٠) ـ ٥١.
(٢) الكافرون / ١.