وقال يحيى بن معين : لا شيء (١).
ومن رجاله المجروحين كذلك : طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي ـ كما في الحديث التاسع والعاشر ـ قال أحمد : لا شيء متروك ، وقال البخاري : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك ، وقال ابن حبان : كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلاّ على جهة التعجب (٢).
وعلى هذا النمط والحال نجد من أسقاط الرجال ، ممن لا تجوز عنهم الرواية بحال ، لكن روى عنهم ابن أبي داوود الذي شهد أبوه ـ صاحب السنن ـ بحقه فقال : « إبني عبد الله كذاب » ، كما مرّ ـ ونحن أيضاً نقول فيه ما قاله ابن صاعد في حقه : « كفانا أبوه بما قاله فيه » ـ لم يرض لنفسه حتى جمع شواذ الروايات فألّف منها كتابه « المصاحف » ، وحشر فيه ما هبّ ودبّ ، وجعل ابن عباس ممن طالهم الخلاف في القراءات على خلاف ما في المصحف الإمام ، وكيف يمكن لعاقل أن يصدق بذلك عن ابن عباس ، وهو الذي أنكر على عثمان عدم كتابة البسملة بين الأنفال وبراءة ، ثم هو يرى هذه الآيات ـ إن صحت عنده ـ على خلاف ما في المصحف ، ولا يستنكر ذلك على مدوني المصحف ، عثمان فمن دونه ممن جعلهم هيئة التدوين.
المسألة الثالثة : هل في مصحف ابن عباس مواضع سجدة التلاوة؟
لم أقف على أثر يذكر تفصيل ذلك في مصحف ابن عباس ، غير أنّي
____________
(١) تهذيب التهذيب في ترجمته.
(٢) تهذيب التهذيب ٥ / (٢٣) ـ ٢٤.