٧ ـ وقال أبو القاسم البغوي : « وقد كتب إليه أبو بكر بن أبي داوود يسأله عن لفظ حديث لجده : أنت والله عندي منسلخ من العلم » (١).
وحسب القارئ بهذا : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (٢).
ولو أردنا أن نسلّط الضوء على رجال أسانيده لوجدنا فيهم من لا يصح الإحتجاج بروايته لما قيل فيه.
وخذ مثالاً على ذلك أوّل حديث رواه ابن أبي داود عن محمد بن بشار وهو المعروف ببندار الذي قال عنه عبد الله ابن الدورقي : كنا عند ابن معين وجرى ذكر بندار فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.
قال : ورأيت القواريري لا يرضاه. وقال : كان صاحب حَمام ، ومع هذا التجريح فقد قال فيه الأزدي : قد كتب عنه الناس وقبلوه ، وليس قول يحيى والقواريري ممّا يجرحه.
أقول : وأحسب التهالك في تمشية حاله ، لأنّ البخاري روى عنه (٢٠٥) حديثاً كما في « تهذيب التهذيب » (٣). ومعلوم لدى القاريء أنّ مقولة : « من روى عنه البخاري فقد جاز القنطرة » بمثابة أصل حاكم على جميع ما قيل ويقال في جرح الرواة الذين يروي لهم البخاري!
ومن رجاله المجروحين جرحاً بالغاً : أبو عامر الخزاز ـ بالمعجمتين ـ وهو صالح ابن رستم ، قال عنه أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به ،
____________
(١) تهذيب التهذيب ٥ / (٢٣) ـ ٢٤ ، في ترجمته.
(٢) النور / ٤٠.
(٣) تهذيب التهذيب ٩ / ٧٣ ط حيدر آباد.