في كشف ما أستبهم علمه من التشابه في القرآن
لقد كُتبت في هذا الموضوع عدّة كتب على إختلاف في أنماط التأليف ، كما بحث الموضوع في كتب أخرى ، لعلّ أجمعها ما كتبه السيوطي في كتابه « الإتقان ».
قال السيوطي : « النوع الثامن والأربعون ، في مشكله وموهم الإختلاف والتناقض ، أفرده بالتصنيف قطرب والمراد به ما يوهم التعارض بين الآيات ، وكلامه تعالى منزّه عن ذلك كما قال : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (١) ، ولكن قد يقع للمبتدئ ما يوهم إختلافاً وليس به في الحقيقة فاحتيج لإزالته كما صنّف في مختلف الحديث وبان الجمع بين الأحاديث المتعارضة.
وقد تكلم في ذلك ابن عباس ، وحكى عنه التوقف في بعضها.
قال عبد الرزاق في تفسيره : « أنبأنا معمر ، عن رجل ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : رأيت أشياء تختلف علي من القرآن.
____________
(١) النساء / ٨٢.