والميزان وبقية مشاهد القيامة ، ولمّا كان هذا من أخبار الغيب الذي آمّنا به عن طرق إخبار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فكذلك ابن عباس سمع ذلك فرواه ، وإن لم يكن كلّه مصرّحاً برفعه.
ميزان بلا عين
يمكننا أن نقسّم المروي عن ابن عباس في جميع مجالات العلم وفنون المعرفة إلى أربعة أقسام على النحو التالي :
القسم الأوّل : يقطع بصحته لسلامة سنده ومتنه ، وموافقته جملة وتفصيلاً لما ورد مروياً عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أو عن بقية الصحابة ، وما أكثر شواهده ، ففي التفسير مثلاً يحسن مراجعة تفسير « مجمع البيان » فسيجد القارئ كثيراً ممّا صرّح به المؤلف لموافقته للمروي عن أئمتنا عليهم السلام ، وقد تقدم في ذكر « حجيّة تفسير ابن عباس » الإشارة إلى هذا.
القسم الثاني : ممّا هو ليس كذلك ، ولكن ممّا تجوزّه العقول ، ولا تأباه الأصول ، وإن لم نجد له مشابهاً له في المنقول ، نحو أكثر ما ورد عنه في قصص الأنبياء والمرسلين ، في تواريخ الأمم البائدة ممن أشار إليهم القرآن الكريم.
نحو ما جاء في تفسير قوله تعالى : (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي