مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (١) ، قال ابن عباس : « لم يكن من آل فرعون مؤمن غيره ، وغير إمرأة فرعون ، وغير المؤمن الذي أنذر موسى فقال : (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) (٢) » (٣).
القسم الثالث : ما يوحي بمخالفته لبعض الأصول ، إلاّ أنّه يمكن تأويله على وجه يوافق المعقول والمنقول ، كما جاء مروياً عنه في تفسير « سبع سماوات وسبع أرضين » (٤).
فهذه الأقسام الثلاثة هي التي يمكن تمشية أمرها بلا مشاحة وعسر. لكن الذي لا يمكن قبوله هو :
القسم الرابع : ممّا لا يصح ظاهره ، ولا يمكن تأويله ، إلاّ على التعسف البعيد. فهذا بالرفض أولى.
وهذا نحو ما روي عنه في قصة سليمان بن داود عليهما السلام ممّا هو بالرفض أولى ، كما ذكر ذلك صاحب « مجمع البيان » ، فقال في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ) (٥) : « وأمّا ما ذكر عن ابن عباس : انّه ألقي شيطان أسمه صخر على كرسيه ، وكان مارداً عظيماً لا يقوى عليه جميع الشياطين ، وكان نبيّ الله سليمان لا يدخل الكنيف بخاتمه ، فجاء صخر في صورة سليمان حتى أخذ الخاتم من امرأة من نسائه ، وأقام أربعين يوماً في ملكه وسليمان هارب.
____________
(١) غافر / ٢٨.
(٢) القصص / ٢٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٣٧.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٥٠ ط الأعلمي.
(٥) ص / ٣٤.