ابن عباس ، وهذا عام مخصوص (١) والشواهد كثيرة.
وأخيراً نذكر للقارئ ما يلحق بالمقام وإن سبق ذكره :
ما أخرجه البخاري في صحيحه في باب التفسير بسنده ، عن علقمة بن وقاص : « إنّ مروان قال لبوّابه : إذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل : لئن كان كلّ أمرئ فرح بما أوتي وأحبّ أن يُحمد بما لم يفعل معذباً لنعذّبن أجمعون؟
فقال ابن عباس : وما لكم ولهذه ، إنّما دعا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يهود فسألهم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره ، فأروه أن استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم ، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم ثم قرأ ابن عباس : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (٢) ، (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٣).
وقيل : إنّ ذلك من باب عموم اللفظ أخص من السبب ، ونوقش في ذلك.
المسألة الثانية : مسألة الناسخ والمنسوخ
لقد وردت روايات كثيرة عن ابن عباس حول الناسخ والمنسوخ في الآيات الكريمة ، حتى كانت مادة غزيرة لعدّة كتب رواها تلامذته في
____________
(١) البرهان ٣ / ١٥٦.
(٢) آل عمران / ١٨٧.
(٣) آل عمران / ١٨٨.