ـ أحاطة بمسائل الصحابة في القرآن.
ونرجيء الكثير إلى البحث في أسباب النزول وموقف ابن عباس منها.
كليات تفسيرية عنه في الوجوه والنظائر في القرآن
لقد جاء ابن عباس بسبق لم يجيء قبله عن أي واحد من الصحابة ، وذلك ذكره الوجوه والنظائر في اللفظ القرآني بنحو الكليات ، وهذا لون من ألوان التفسير للألفاظ القرآنية.
ولم يرد فيه حديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ ما ذكره السيوطي في « الدر المنثور » ، قال : « أخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو يعلي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والطبراني في الأوسط وأبو نصر السجزي في الإبانة وأبو نعيم في الحلية والضياء في المختارة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « كلّ حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة » (١).
وهذا لون من ألوان التفسير القرآني بذكر الوجوه والنظائر في الآيات ، ولم يعهد عن أحد من الصحابة إستيعابه بمثل ما قرأته بكثرة موارده عن ابن عباس ، ممّا يدلنا أنّه استقى معرفته من ينبوعه الأوّل ومعينه الصافي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ورد عن ابن عباس روايات في هذا النوع ذكرها السيوطي مجملاً في « الإتقان » ، وأنا أذكرها مضيفاً إليها
____________
(١) الدر المنثور ١ / ٢٦٩ ، مسند أحمد بن حنبل ٣ / ٧٥.