كعب ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : « إنّ موسى قام خطيباً في بني إسرائيل ، فسئل أيّ الناس أعلم؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه ، فأوحى الله إليه إنّ عبداً لي بمجمع البحرين هو أعلم منك » ... » (١) ، وساق القصة إلى آخرها ، وهي طويلة فمن أرادها فليرجع إلى المصدر المذكور.
ولم أقف على رواية في القصص القرآني الإسرائيلي رجع فيها ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب! نعم ورد في تفسير الآيات من سورة الرعد : « وقيل إنّ ابن عباس سأل كعباً عن أم الكتاب ، فقال : علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون فقال لعلمه : كن كتاباً فكان كتاباً » (٢). وهذا يكفي في تمريضه نسبته إلى القيل! ثم أين هذا من القصص الإسرائيلي؟!
ومن القصص القرآني ما يتعلق بالآيات الكونية ، وخلق السماء والأرض ، والإنسان والنفس والروح ، ممّا لم يكن العلم به يومئذ مألوفاً فى عصره ، فمن أين له ذلك؟
والجواب ببساطة ودقة : أخذه من معدنه ، من مدينة العلم ومن بابها.
وكشاهد على ذلك نقرأ عنه ما قاله في تفسير قوله تعالى : (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) (٣) ، قال ابن عباس : « في بني آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس ، فالنفس التي بها العقل والتمييز ، والروح التي بها النفَسَ
____________
(١) مجمع البيان ٦ / (٣٦٤) ـ ٣٦٥.
(٢) نفس المصدر ٦ / ٤٩ ، تفسير سورة الرعد (٣٨) ـ ٤٠.
(٣) الزمر / ٤٢ ، كما في مجمع البيان ١ / ٤٠٤.