هذه هي الآثار التي رويت في « سنن البيهقي » عن ابن عباس في سجود التلاوة.
وقد ذكر الشيخ الطوسي في « الخلاف » ، فقال : « سجود التلاوة في جميع القرآن مسنون مستحب إلاّ أربع مواضع فإنّها فرض ، وهي : سجدة لقمان ، وحم السجدة ، والنجم ، وأقرأ باسم ربك ، وما عداه فمندوب للقارئ والمستمع.
وقال الشافعي : الكلّ مسنون ، وبه قال عمر وابن عباس ... » (١).
وقال الشيخ الطوسي أيضاً في « الخلاف » : « سجدات القرآن خمسة عشر موضعاً ، أربعة منها فرض على ما قلناه ، تفصيلها : أوّلها في آخر الأعراف ، وفي الرعد ، وفي النحل ، وفي بني إسرائيل ، وفي مريم ، وفي الحج سجدتان ، وفي النجم ، وفي انشقت ، وفي آخر أقرأ باسم ربك ، وقد بيّنا الفرض منها ، وبه قال : ... ثم حكى عن الشافعي في القديم قوله : أحدى عشرة سجدة ، فأسقط سجدات المفصل وهي سجدة النجم ، وانشقت ، واقرأ باسم ربك ، وبه قال ابن عباس وأبيّ بن كعب ... » (٢).
وجاء في تفسير القرطبي : « وكان ابن عباس يسجد عند قوله : (يسْأَمُونَ) (٣) » (٤).
فتبيّن من جميع ما تقدم أنّ ابن عباس كان له رأي ، وكان له قول في مواضع سجود التلاوة.
____________
(١) الخلاف ١ / ٤٢٥ / مسألة ١٧٣ ط مؤسسة النشر الإسلامي.
(٢) نفس المصدر / ٤٤٧ / مسألة ١٧٦.
(٣) فصلت ، حم السجدة / ٣٨.
(٤) تفسير القرطبي ١٥ / ٣٦٤.