وَفِي الْخَبَرِ « لَهُ التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤْخَذُ بِكَظَمِهِ » أي عند خروج نفسه ، وانقطاع نفسه.
وَفِي وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « كَظَّامٌ بَسَّامٌ » أي كَظَّامٌ غيظه بسام في وجوه الناس من إخوانه المؤمنين.
وَالْكَاظِمُ : مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهالسلام سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَنْ يَجْحَدُ بَعْدَهُ إِمَامَتَهُ ، وَيَكْظِمِ غَيْظَهُ عَلَيْهِمْ ، وَقَدْ سُقِيَ السَّمَّ فِي سَبْعِ تَمَرَاتٍ ، وَمَاتَ فِي حَبْسِ سِنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ مِنْ عُمَّالِ هَارُونَ الرَّشِيدِ.
( كعم )
فِي حَدِيثِ أَوْلِيَاءِ اللهِ « فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَاءٍ ، وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ ، وَسَاكِتٍ مَكْعُومٍ ».
الْكِعَام : شيء يجعل في فم البعير ، عند الهياج ، استعير للإنسان الممنوع من التكلم ، يقال كَعَمْتُ الوعاء إذا شددت رأسه.
( كلم )
قوله تعالى ( يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ) [ ٣ / ٤٦ ] أي يُكَلِّمُهُمْ صبيا في المهد آية ، ويُكَلِّمُهُمْ كهلا بالوحي والرسالة.
قوله ( بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ ) [ ٣ / ٣٩ ] هو عيسى عليهالسلام ، سمي بذلك لأنه وجد بأمره من دون أب فشابه البدعيات (١) ومثله ( كَلِمَتُهُ أَلْقاها ) [ ٤ / ١٧١ ] قيل هي كَلِمَةُ الله ، لأنه وجد في قول كن.
قوله ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) [ ٤٣ / ٢٨ ] يعني إبراهيم عليهالسلام جعل كَلِمَةَ التوحيد التي تَكَلَّمَ بها كَلِمَةً باقية في ذريته ، فلا تزال فيهم من يوحد الله ، ويدعو إلى توحيده.
وَفِي الْحَدِيثِ « وَقَدْ سُئِلَ عليهالسلام عَنْ قَوْلِهِ ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قَالَ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِمَامَةَ ، جَعَلَهَا اللهُ فِي عَقِبِ الحسين عليهالسلام إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللهُ فِي صُلْبِ الحسين عليهالسلام دُونَ الْحَسَنِ عليهالسلام لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ، وَهُمْ يُسْئَلُونَ ). [ ٢١ / ٢٣ ].
__________________
(١) أي الأمور المبدعة التي أوجدها الله من غير سابقة بمجرد قوله : ( كن ).