فِيهَا أَقْوَاتَ الْعَالَمِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ وَالطَّيْرِ وَحَشَرَاتِ الْأَرْضِ وَمَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ مِنَ الْخَلْقِ وَالثِّمَارِ وَالشَّجَرِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مَعَاشُ الْحَيَوَانِ كُلِّهِ ، وَهِيَ الرَّبِيعُ وَالصَّيْفُ وَالْخَرِيفُ وَالشِّتَاءُ ، فَفِي الشِّتَاءِ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ وَالْأَمْطَارَ وَالْأَنْدَاءَ وَالطُّلُولَ مِنَ السَّمَاءِ ، فَيَسْقِي الْأَرْضَ وَالشَّجَرَ وَهُوَ وَقْتٌ بَارِدٌ ، ثُمَّ يَجِيءُ بَعْدَهُ الرَّبِيعُ وَهُوَ وَقْتٌ مُعْتَدِلٌ حَارٌّ وَبَارِدٌ فَتُخْرِجُ الشَّجَرُ ثِمَارَهَا وَالْأَرْضُ نَبَاتَهَا ، فَيَكُونُ أَخْضَرَ ضَعِيفاً ، ثُمَّ يَجِيءُ وَقْتُ الصَّيْفِ وَهُوَ حَارٌّ فَيَنْضَجُ الثِّمَارُ وَيَصْلُبُ الْحُبُوبُ الَّتِي هِيَ أَقْوَاتُ الْعَالَمِ وَجَمِيعِ الْحَيَوَانِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِ الْخَرِيفُ فَيُطَيِّبُهُ وَيُبَرِّدُهُ ، وَلَوْ كَانَ الْوَقْتُ كُلُّهُ شِتَاءً وَاحِداً لَمْ يَخْرُجِ النَّبَاتُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَوْ كَانَ كُلُّهُ رَبِيعاً لَمْ تَنْضَجِ الثِّمَارُ وَلَمْ تَبْلُغِ الْحُبُوبُ ، وَلَوْ كَانَ صَيْفاً لَاحْتَرَقَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ ، وَهَكَذَا. فَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَوْقَاتَ لِمَصَالِحِ الْعِبَادِ ، وَجَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْأَقْوَاتَ ( سَواءً لِلسَّائِلِينَ ) [ ٤١ / ١٠ ] يَعْنِي الْمُحْتَاجِينَ لِأَنَّ كُلَّ مُحْتَاجٍ سَائِلٌ ـ كَذَا فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ ع
قوله ( هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) [ ٥ / ١١٩ ] قرىء ( هذا يَوْمُ ) بالرفع والإضافة ، وبالنصب إما على أنه ظرف ل ( قالَ ) ، وإما على أن ( هذا ) مبتدأ والظرف خبره.
قال الشيخ أبو علي قوله ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) [ ٩ / ١٠٨ ] قال : من أول الْأَيَّامِ كما يقال لقيت كل رجل يريد كل الرجال.
والْيَوْمُ : معروف من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ، لقوله تعالى ( كُلُوا وَاشْرَبُوا ) [ ٢ / ١٨٧ ] الآية.
وجمع الْيَوْمِ : أَيَّامٌ ، وأصله أَيْوَامٌ فأدغمت
قوله ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ) [ ١٤ / ٥ ] أي بنعمة إنجائهم من آل فرعون ، وظلل عليهم الغمام. وقيل بنقمة الله التي انْتقم الله بها من الأمم السالفة ، فتكون « أَيَّامُ الله » كناية عن عقوباته التي نزلت بمن