وخلق السماوات والأرض في ستة أيام فحجزها من ثلاث مائة وستين ، فالسنة ثلاث مائة وأربعة وخمسون يوما وشهر رمضان ثلاثون يوما لقول الله عزوجل : « ولتكملوا العدة » (١) والكامل تام ، وشوال تسعة وعشرون يوما ، وذو القعدة ثلاثون يوما لقول الله عزوجل « وواعدنا موسى ثلاثين ليلة (٢) » فالشهر هكذا ثم على هذا شهر تام وشهر ناقص وشهر رمضان لا ينقص أبدا وشعبان لا يتم أبدا (٣).
١٥ ـ حدثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله
__________________
(١) البقرة : ١٨٥.
(٢) البقرة : ١٨٥.
(٣) عمل الصدوق في الفقيه بتلك الأخبار ومعظم الأصحاب على خلافه وردوا تلك الأخبار بضعف السند ومخالفة المحسوس والأخبار المستفيضة. وحملها جماعة على عدم النقص في الثواب وإن كان ناقصا في العدد وقال المجلسي ـ رحمهالله ـ : لا يبعد عندي حملها على التقية لموافقتها لأخبارهم وان لم توافق أقوالهم وفى الخبر اشكالات من جهات أخرى الأولى الثلاثمائة وستين لا يوافق السنة الشمسية ولا القمرية الثانية خلق الدنيا في ستة أيام كيف صار سببا لنقص الشهور القمرية. الثالثة الاستدلال بالآية كيف يتم. وأجيب عنها بوجوه راجع مرآة العقول ج ٣ ص ٢١٨.
قال السيد بن طاووس ـ رحمهالله ـ في كتاب الاقبال ص ٥ : واعلم أن اختلاف أصحابنا في شهر رمضان هل يمكن أن يكون تسعة وعشرين يوما على اليقين أو أنه ثلاثون لا ينقص أبد الآبدين فإنهم كانوا قبل الآن مختلفين وأما الآن فلم أجد ممن شاهدته أو سمعت به في زماننا وان كنت ما رأيته أنهم يذهبون إلى أن شهر رمضان لا يصح عليه النقصان بل هو كسائر الشهور في سائر الأزمان ولكنني أذكر بعض ما عرفته مما كان جماعة من علماء أصحابنا معتقدين له وعاملين عليه من أن شهر رمضان لا ينقص أبدا عن الثلاثين يوما فمن ذلك ما حكاه شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب لمح البرهان فقال عقيب الطعن على من ادعى حدوث هذا القول وقلة القائلين به ما هذا لفظه المفيد : مما يدل على كذبه وعظم بهته أن فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ورواته وفضلاؤه وان كانوا أقل عددا منهم في كل عصر مجمعون عليه ويتدينون به ويفتون بصحته وداعون إلى صوابه كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي أبى محمد الحسيني أدام الله عزه وشيخنا الثقة أبى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه أيده الله وشيخنا الفقيه أبى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وشيخنا أبى عبد الله الحسين بن علي بن الحسين أيدهما الله وشيخنا أبى محمد هارون بن موسى أيده الله. أقول أنا : ومن أبلغ ما رأيته ورويته في كتاب الخصال للشيخ أبى جعفر بن محمد بن بابويه ـ رحمهالله ـ وقد أورد أحاديث بان شهر رمضان لا ينقص عن الثلاثين يوما وقال : ما هذا لفظة قال مصنف هذا الكتاب : خواص الشيعة وأهل الاستبصار ومنهم في شهر رمضان أنه لا ينقص عن ثلاثين يوما أبدا والاخبار في ذلك موافقة للكتاب