فقال لها : أفزعك ما رأيت؟ فقالت : أجل لقد فزعت. فقال : أما إنك إن كنت فزعت فما كان ما رأيت إلا في أخيك فلان ، أتاني ومعه خصم له فلما جلسا إلي قلت : اللهم اجعل الحق له ، ووجه القضاء له على صاحبه ، فلما اختصما إلي كان الحق له ، ورأيت ذلك بينا في القضاء ، فوجهت القضاء له على صاحبه ، فأصابني ما رأيت لموضع هواي كان معه وإن وافقه الحق.
٢٠٠ / ١٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، فال : أخبرني عمر بن محمد الصيرفي ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي ، قال : حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال : حدثني هارون بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، قال : حدثني زكريا بن إسماعيل الزيدي من ولد زيد بن ثابت الأنصاري ، عن أبيه ، عن عمه سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري ، عن زيد بن ثابت ، قال : خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى وقفنا في مجمع طرق ، فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليك السلام. قال : كيف أصبحت ، بأبي أنت وأمي ، يا رسول الله؟ قال له : أحمد الله إليك كيف أصبحت.
قال : وكان وراء البعير الذي يقوده الاعرابي رجل فقال : يا رسول الله ، إن هذا الاعرابي سرق البعير ، فرغا البعير ساعة ، فأنصت له رسول الله صلىاللهعليهوآله يسمع رغاءه.
قال : ثم أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله على الرجل فقال : انصرف عنه ، فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب.
قال : فانصرف الرجل ، وأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله على الاعرابي فقال : أي شئ قلت حين جئتني؟ قال : قلت : اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة ، اللهم بارك على محمد حتى لا تبقى بركة ، اللهم سلم على محمد حتى لا يبقى سلام ، اللهم ارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إني أقول : مالي أرى البعير ينطق بعذره وأرى