فينظرون إليكم فيقولون. ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ) (١) يا سماعة ابن مهران ، إنه والله من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع ، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال ، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال ، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد ، فتنافسوا في الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع.
٥٨٢ / ٢٩ ـ أبو محمد الفحام ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : خدمت سيدنا الامام أبا جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ثماني عشرة سنة ، فلما أردت الخروج ودعته ، وقلت : أفدني. فقال : بعد ثماني عشرة سنة ، يا جابر! قلت : نعم إنكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.
فقال : يا جابر ، بلغ شيعتي عني السلام ، وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله ( عزوجل ) ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له.
يا جابر ، من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا.
يا جابر ، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه!
يا جابر ، انزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه ، وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا اخذ بعنانها ، أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها ..
يا جابر ، الدنيا عند ذوي الألباب كفئ الظلال ، لا إله إلا الله إعزاز لأهل دعوته ، الصلاة تثبيت للاخلاص وتنزيه عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، والصيام والحج تسكين القلوب ، القصاص والحدود حقن الدماء ، وحبنا أهل البيت نظام الدين ، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٦٢.