القلب ، وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من ذلك صحة البدن ، وأفضل من ذلك تقوى القلوب.
يا بني ، للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويجمل ، وليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خطوة لمعاد ، أو لذة في غير محرم.
٢٤١ / ٥٤ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه رحمهالله قال : حدثني محمد بن يعقوب الكليني رحمهالله ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام ، قال : جلس جماعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ينتسبون ويفتخرون ، وفيهم سلمان رحمهالله فقال له عمر : ما نسبتك أنت يا سلمان ، وما أصلك؟
فقال : أنا سلمان بن عبد الله ، كنت ضالا فهداني الله بمحمد صلىاللهعليهوآله ، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد صلىاللهعليهوآله ، وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد صلىاللهعليهوآله ، فهذا حسبي ونسبي يا عمر.
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فذكر له سلمان ما قال عمر ، وما أجابه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر قريش ، إن حسب المرء دينه ، ومروءته خلقه ، وأصله عقله ، قال الله ( تعالى ) : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (١) ثم أقبل على سلمان رحمهالله فقال له : يا سلمان ، إنه ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى الله ، فمن كنت أتقى منه فأنت أفضل منه.
٢٤٢ / ٥٥ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة
__________________
(١) سورة الحجرات ٤٩ : ١٣.