قال جندب : فأتيته بعد ما انصرف من مقامه ، فقلت له : يا مقداد أنا من أعوانك.
فقال : رحمك الله ، إن الذي نريد لا يغني فيه الرجلان والثلاثة ، فخرجت من عنده وأتيت علي بن أبي طالب عليهالسلام فذكرت له ما قال وقلت ، قال : فدعا لنا بخير.
٣٢٤ / ٢٦ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي ، قال : حدثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا سعيد بن يحيى ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير اللخمي ، قال : قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية ، ومع معاوية على السرير الأحنف بن قيس والحتات المجاشعي ، فقال له معاوية : من أنت؟ قال : أنا جارية بن قدامة. قال : وكان قليلا (١) ، فقال له معاوية : ما عسيت أن تكون هل أنت إلا نحلة؟ فقال : لا تفعل يا معاوية قد شبهتني بالنحلة ، وهي والله حامية اللسعة حلوة البصاق ، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب ، ولا أمية إلا تصغير أمة. فقال معاوية : لا تفعل. قال : إنك فعلت ففعلت.
قال له : فادن اجلس معي على السرير. فقال : لا أفعل. قال : ولم؟ قال : لأني رأيت هذين قد أماطاك (٢) عن مجلسك ، فلم أكن لأشاركهما.
قال له معاوية : ادن أسارك ، فدنا منه فقال : يا جارية ، إني اشتريت من هذين الرجلين دينهما. قال : ومني فاشتر يا معاوية. قال له : لا تجهر.
٣٢٥ / ٢٧ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : أخبرنا داود بن المحبر ، قال : حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، قال : حدثنا خالد بن يزيد اليماني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته.
__________________
(١) القليل : القصير النحيف.
(٢) أماطه : نحاه وأبعده.