فقال عمرو بن العاص : سبحان الله! ومثل هذا يشبه بذلك ، ونحن مؤمنون وأولئك كانوا كفارا!
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا بن النابغة ، ومتى لم تكن للفاسقين وليا ، وللمسلمين عدوا ، وهل تشبه إلا أمك التي دفعت بك؟
فقال عمرو : لا جرم لا يجمع بيني وبينك مجلس أبدا.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : والله إني لأرجو أن يطهر الله مجلسي منك ومن أشباهك ، ثم كتب الكتاب وانصرف الناس.
٣١٦ / ١٨ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى بن بابويه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد ابن عبد الجبار ، قال : حدثنا ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن العباس ، قال : لما حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته ، فقيل له : يا رسول الله ، ما يبكيك؟ فقال : أبكي لذريتي ، وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي ، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي « يا أبتاه ، يا أبتاه » فلا يعينها أحد من أمتي.
فسمعت ذلك فاطمة عليهماالسلام فبكت ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله. لا تبكين. يا بنية. فقالت : لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكن أبكي لفراقك ، يا رسول الله. فقال لها : أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي ، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.
٣١٧ / ١٩ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن هارون ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ، قال : حدثنا المعلى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : أعطاني الله خمسا ، وأعطى عليا خمسا : أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا ، وجعل عليا وصيا ، أعطاني الكوثر ، وأعطى عليا السلسبيل ،