ذراع وشبر سعته » (١).
وقد يقال : إنّ تكسيره يبلغ إلى ستّة وثلاثين شبرا ، لأنّ المراد بالذراع القدمان ـ كما يظهر من أخبار المواقيت (٢) ـ والقدم شبر ، وقد صرّح هو بأنّ المراد بالسعة كلّ من جهتي الطول والعرض ، فيكون كلّ منهما ذراعا وشبرا فيضرب الثلاثة في مثله يبلغ المرتفع تسعة ، ثمّ يضرب في أربعة فيبلغ المقدار المذكور ، والخطب في ذلك بعد خروجه على خلاف الشهرة ـ لو خالف المشهور ـ هيّن ، لأنّه يتوهّن بذلك ، وإن كان صحيحا بل في أعلى مرتبة الصحّة ، والعجب عنه كيف استوجه العمل به ، والمشهور منه استشكاله في العمل بالصحيح إذا خالف عمل الأصحاب ، مع أنّه قابل للتأويل وإرجاعه إلى ما لا يخالف المشهور إلّا يسيرا ، قال في المنتهى : « وتأوّلها الشيخ على احتمال بلوغ الأرطال ، وهو حسن لأنّه لم يعتبر أحد من أصحابنا هذا المقدار » (٣).
وعن الفاضل الأسترآبادي ـ محمّد أمين ـ في تعليقاته على شرح المدارك : « قد اعتبرنا الكرّ وزنا ومساحة في المدينة المنوّرة فوجدنا رواية ألف ومائتا رطل مع الحمل على العراقي قريبة غاية القرب من هذه الصحيحة » (٤).
نعم في الحدائق : « والظاهر أنّ اعتباره بناء على ما ذكره يرجع إلى سبع وعشرين شبرا » (٥) وقضيّة ذلك انطباق الصحيحة على ما تقدّم من رواية استند إليها القمّيّون ، وهو كما ترى استظهار في غير محلّه ، وكأنّه وهم نشأ عمّا سبق الإشارة إليه في تحديد الكرّ وزنا من احتجاج بعضهم على حمل « الرطل » ثمّة على العراقي بأنّه المناسب لرواية ثلاثة أشبار الصحيحة.
وأنت خبير : بأنّ ذلك توهّم فاسد ، بل هذه الرواية إمّا توافق مذهب المشهور أو تخالفه ومذهب القمّيّين معا ، كما أشار إليه المحقّق الخوانساري بقوله : « الذراع إن كان شبرين كما في بعض الأفراد فحينئذ لا ينطبق على شيء منهما ، بل هو أمر متوسّط
__________________
(١) الوسائل ١ : ١٦٤ ، ب ١٠ من أبواب الماء المطلق ح ١ ـ التهذيب ١ : ٤١ / ١١٤.
(٢) الوسائل ٤ : ١٥٠ ، ب ٨ من أبواب المواقيت ح ٣٤ ـ الكافي ٣ : ٢٧٧ / ٧.
(٣) منتهى المطلب ١ : ٣٨.
(٤) حكى عنه في الحدائق الناضرة ١ : ٢٧٦.
(٥) الحدائق الناضرة ١ : ٢٧٦.