النابع بالمادّة لا مطلقا ، ولا ريب أنّ افتقار النبع ثانيا إلى الحفر الجديد ممّا يكشف عن انقطاع ما نبع أوّلا عن المادّة.
ويبقى من المواضع المشكوك فيها « الثمد » بالفتح والسكون ، بل هو ممّا لا ينبغي الشكّ في عدم اندراجه تحت الجاري اسما وحكما ، سواء فسّرناه بما عن منقول الأساس ـ عن الأصمعي ـ من أنّه : « ماء المطر الّذي يبقى محقونا تحت الرمل ، فإذا انكشف عنه الأرض » (١) وحاصله : ما يختفي تحت الرمل من ماء المطر ، أو بما في مفتاح المعاني (٢) والقاموس (٣) والمجمع (٤) من : « أنّه الماء القليل لا مادّة له » أو « ما يبقى في الأرض الجلد » وهي الأرض الصلبة المستوية المتن ، نعم إن فسّرناه بما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف ـ كما هو أحد الثلاث المذكورة في الكتب المشار إليها ـ كان ممّا تقدّم بيان كونه مرادا للشهيد فيما اعتبره من الشرط المتقدّم ، وقد ظهر بملاحظة ما ذكر أنّ القدر المتيقّن ممّا هو مراد المشهور إنّما هو السائل عن نبع ، وهذا أو ما هو أعمّ منه هو الّذي اختلف الأصحاب في انفعال قليله ، واشتراط الكرّيّة في عدم انفعاله وعدمه على قولين :
الأوّل : ما هو المشهور جدّا محقّقا ومحكيّا من أنّه لا يشترط فيه الكرّيّة ، فلا ينفعل قليله بالنجاسة إلّا إذا تغيّر ، وعزى إلى صريح المبسوط (٥) ، والغنية (٦) ، وشرح الجمل (٧) ، للقاضي ، والدروس (٨) ، والذكرى (٩) ، وحاشية الشرائع (١٠) ، والإرشاد (١١) ، والجعفريّة (١٢) ، والكفاية (١٣) ، والمصابيح (١٤) ، وظاهر إطلاق المقنعة (١٥) ،
__________________
(١) أساس البلاغة ؛ مادّة « ثمد » : ٧٦.
(٢) مفتاح المعاني ؛ مادّة « ثمد ».
(٣) القاموس المحيط ؛ مادة « ثمد » ١ : ٢٨٠.
(٤) مجمع البحرين ؛ مادّة « ثمد » ٣ : ٢٠.
(٥) المبسوط ١ : ٥. (٦) غنية النزوع : ٤٦.
(٧) شرح الجمل والعلم ـ للقاضي ابن البرّاج ـ : ٥٦.
(٨) الدروس ١ : ١١٩.
(٩) ذكرى الشيعة ١ : ٧٩.
(١٠) حاشية الشرائع ـ للمحقّق الكركي ـ (مخطوط) الورقة : ٣.
(١١) حاشية الإرشاد ـ للمحقّق الكركي ـ (محفوظ) الورقة : ٣.
(١٢) الجعفريّة (رسائل المحقّق الكركي ١ : ٨٣).
(١٣) كفاية الأحكام : ٩.
(١٤) المصابيح في الفقه ـ كتاب الطهارة ـ (مخطوط) الورقة : ٥٥.
(١٥) المقنعة : ٧٤.