______________________________________________________
قال أبو علي : «لعلّ هذا الّذي سمعها منه لم يكن فصيحا ؛ لأن قول الأكثر على خلافه» (١).
وابنم هو ابن زيدت عليه الميم. وقد ثنوا ابنما ، فقالوا : ابنمان ولم يجمعوه ، فيقولون ابنمون [١ / ٧٠] وإن كانوا قد جمعوا ابنا ، قالوا : ابنون ، ولم يسمع تأنيثه وإن كان قد سمع تأنيث ابن.
قال الشيخ : «وكون حركة الراء والنون إذا وافقت الآخر حركة إتباع هو مذهب البصريين ، وذهب الفراء وغيره من الكوفيين إلى أنها حركة إعراب وأنّ الاسم معرب من مكانين كما قالوا في الأسماء الستة : إنّها معربة من مكانين» انتهى (٢).
ولما ذكر المصنف الإتباع في مرء وامرأ بحركة الإعراب قال : ونحوهما فوك وأخواته على الأصحّ أي إن فوك وأخواته وهي بقية الأسماء الستة معربة بحركات في آخرها كغيرها من المعربات وإنه أتبع فيها ما قبل الآخر للآخر كما أتبع في مرء وامرأ فأشار إلى الحق من المذاهب العشرة في الأسماء الستة وهو القول العاشر الذي تقدم الوعد بالكلام عليه ، وتقدم أنه مذهب سيبويه وأنه الصحيح.
وتقريره : أنه إذا قيل هذا فوك فالأصل فوك بفتح الفاء وضم الواو التي هي عين الكلمة فأتبعوا الفاء للعين فقيل فوك ثم استثقلت الضمة على الواو فحذفت فبقي فوك.
وإذا قيل : نظرت إلى فيك فالأصل إلى فوك بكسر الواو فأتبعنا فصار فوك ثم استثقلت الكسرة على الواو فحذفت فبقي الواو ساكنة بعد كسرة فقلبت ياء فبقي فيك.
وإذا قيل : رأيت فاك فالأصل فوك تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
ومنهم من يقول : الأولى أن تقدر حركة الفاء حركة إتباع بعد حذف حركة الأصل لتوافق الأحوال كلها رفعا ونصبا وجرّا في الإتباع.
وكذا التقرير في : جاءني ذو مال ورأيت ذا مال ومررت بذي مال.
والكلام على عينات أبوك وأخوك وحموك وهنوك ـ بالنسبة إلى إتباعها لحرف ـ
__________________
(١) انظر : التذييل والتكميل (١ / ١٧٣).
(٢) انظر : المرجع السابق. وقوله : معربة من مكانين أي بالحركات والحروف.