٣ ـ ذكر قائل البيت إذا ذكره ابن مالك أو أبو حيان.
٤ ـ الاكتفاء بذكر شطر واحد أحيانا إذا كان فيه الشاهد.
وهذا مثال من الشواهد الشعرية يبين موقف ناظر الجيش من تلك الشواهد.
يقول : واعلم أن ابن عصفور حكم على «عن وعلى» بالاسمية إذا باشرهما حرف جرّ كما قال المصنف ، كقول القائل :
[ف] دع عنك نهبا صيح في حجراته |
|
ولكن حديثا ما حديث الرّواحل |
وكقول الآخر :
[و] هوّن عليك فإنّ الأمور |
|
بكفّ الإله مقاديرها |
وفي ما ذكره نظر.
فإن «عنك» في «دع عنك» و «عليك» في «هوّن عليك» ليسا مفعولي الفعلين اللّذين هما : دع وهوّن وإن كانا من متعلقاتهما ؛ إنما مفعول دع : نهبا ، وأما مفعول هوّن فمحذوف يدل عليه المعنى. التقدير هوّن عليك ما تلقاه. ولو كانت «عن» في البيت لتعدية الفعل الذي قبلها إلى ما بعدها لكان التقدير : دع إياك أي : نفسك ، وليس المعنى على هذا. وكذا كان يكون التقدير في البيت الآخر : هون إياك أي : نفسك. وهذا لا يقال (١).
خامسا : النّثر :
قال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمى «الألفاظ والحروف» : «كانت قريش أجود العرب انتقادا للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق ، وأحسنها مسموعا وأبينها إبانة عمّا في النفس ، والذين عنهم نقلت اللغة العربية ، وبهم اقتدي ، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب ، وهم : قيس ، وتميم ، وأسد ؛ فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه ، وعليهم اتكل في الغريب ، وفي الإعراب ، والتصريف ، ثم هذيل ، وبعض
__________________
(١) انظر ذلك في باب حروف الجر في هذا الكتاب الذي بين يديك.