ولو صحّت المزعمة لما خُصّ عليّ وحمزة وعبيدة بقوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُو اللهَ عَلَيهِ) (١) (٢).
ولما نزل في عليّ أمير المؤمنين قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (٣) ، ولما ورد فيها ما ورد عن النبيّ الأعظم ممّا أسلفناه في الجزء الثاني (ص ٤٦ ـ ٥١).
ولما خصّ بمولانا عليّ قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (٤) ، كما ذكره القرطبي في تفسيره (٥) (٣ / ٢١) وفصّلنا القول فيه في الجزء الثاني (ص ٤٧ ـ ٤٩).
وكان حقّا على رضوان منادي الله يوم بدر بقوله :
لا سيف إلاّ ذو الفقا |
|
ر ولا فتى إلاّ علي (٦) |
أن ينوّه باسم أبي بكر وبسيفه المشهور على رأس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ هل تنحصر مغازي النبيّ الأعظم وحروبه الدامية ببدر؟ وهل العريش كان في بدر فحسب دون سائر الغزوات؟ وهل سيّد العريش النبيّ الأعظم كان يلازم عريشه ولم يحضر قطّ في ميادين القتال؟ أو كان ينزل بالمعارك ويستخلف صاحبه على العريش؟
ما أعوز النبيّ الأعظم يوم خيبر مجاهداً كرّاراً غير فرّار لا يولّي الدبر ، وكان
__________________
(١) الأحزاب : ٢٣.
(٢) راجع ما مرّ في الجزء الثاني : ص ٥١. (المؤلف)
(٣) الأنفال : ٦٢.
(٤) البقرة : ٢٠٧.
(٥) الجامع لاحكام القرآن : ٣ / ١٦.
(٦) راجع ما أسلفناه في الجزء الثاني صفحة : ٥٩ ـ ٦١. (المؤلف)