سئل عن أيّ الأعمال أفضل عند الله؟
قال : «ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا ، فإنّ لذلك لشعبا كثيرة ، وللمعاصي شعب.
فأوّل ما عصى الله به «الكبر» ، معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين ، ثمّ «الحرص» وهي معصية آدم وحواء حين قال الله عزوجل لهما : (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه ، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة ، وذلك إنّ أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه ، ثمّ «الحسد» وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله ، فتشعب من ذلك حبّ النساء ، وحبّ الدنيا (١) ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الراحة ، وحبّ الكلام ، وحبّ العلو والثروة ، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلّهن في حبّ الدنيا ، فقال الأنبياء والعلماء بعد ذلك : حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة» (٢).
اللهم ، اخرج حبّ الدنيا من قلوبنا ..
اللهم ، خذ بأيدينا إلى صراطك القويم ، وأبلغنا مغرمنا ..
اللهم ، إنّك تعلم الجهر وما يخفى ، فاغفر لنا ما ظهر من ذنوبنا وما خفى ..
آمين يا ربّ العالمين
نهاية سورة الأعلى
* * *
__________________
(١) يبدو أنّ «حبّ الدنيا» هنا ، بمعنى (حبّ البقاء في الدنيا) ، باعتباره كأحد الشعب السبعة ، ويبدو أنّه يرادف (طور الأمد).
(٢) اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ، باب حبّ الدنيا والحرص عليها ، الحديث ٨ ، وفي هذا الباب توجد رواية اخرى بهذا الشأن.