الله (١).
نزول هذه الآية جوار الكعبة لا يتنافى مع مدنية السّورة. إذ من الممكن أن تكون من قبيل النزول المجدد ، أو التطبيق ، أضف إلى ذلك أنّ نزول هذه الآيات لا يستبعد أن يكون خلال أسفار النّبي إلى مكّة من المدينة ، خاصّة أنّ الراوي (جابر بن عبد الله الأنصاري) قد التحق بالنّبي في المدينة.
بعض هذه الأحاديث رواها ابن حجر في الصواعق ، ومحمّد الشبلنجي في نور الأبصار (٢).
وجلال الدين السيوطي نقل القسم الأعظم من الرّواية الأخيرة عن ابن عساكر عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٣).
٤ ـ في «الدر المنثور» عن ابن عباس قال : «حين نزلت آية : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). قال رسول الله لعلي : «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين».
٥ – وفي الدر المنثور أيضا عن ابن مردويه عن علي عليهالسلام قال : «قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألم تسمع قول الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)؟ أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّا محجلين» (٤).
كثير من علماء السنة ، سوى من ذكرنا ، نقلوا مثل هذه الرّوايات في كتبهم منهم : الخطيب الخوارزمي في المناقب ، وأبو نعيم الأصفهاني في كفاية الخصام ، والعلّامة الطبري في تفسيره ، واين صباغ المالكي في الفصول المهمّة ، والعلّامة
__________________
(١) المصدر السابق ، ص ٣٦٢ ، الحديث ١١٣٩.
(٢) الصواعق المحرقة ، ص ٩٦ ؛ ونور الأبصار ، ص ٧٠ و ١٠١.
(٣) الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٧٩.
(٤) المصدر السابق.