بجبل مسور ، به وال انتزعه (١) منه ، وكتب إلى ميمون بخبره بقيام أمره وظهوره على من عانده ، وبعث له بهدايا وتحف جليلة وذلك عام (٢٩٠) ، ولما وصلته الهدايا قال لولده عبيد الله : هذه دولتك قد قامت لكن لا أحب ظهورها إلّا من المغرب ، وهذا عبيد الله هو الملقب بالمهدي جد ملوك المغرب ومصر وإليه ينتسبون :
وأما علي بن فضل فإنه قصد أول أمره بلد يافع ، وجعل يتعبّد في الأودية والشعاب حتى اغتر به أهل البلاد وانخدعوا بزوره وتمويهه ، وسألوه أن يطلع جبلهم فأبى أول الأمر ثم أجابهم على شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
جعلوا الحق لبغي سلّما |
|
فهو كالبتار لهم والترس |
وقديما باسمه قد ظلما |
|
كل ذي مأذنة أو جرس |
فسمعوا له وأطاعوا ، وأتوه بزكاة أموالهم ، وأخذ عليهم العهود بالسّمع والطاعة ، وأمرهم بعمارة حصن في ناحية السرو ففعلوا وانهبهم اطراف البلاد وأراهم ان ذلك جهاد في سبيل الله حتى يدخلوا في دين الله طوعا أو كرها ، وكان يومئذ في لحج وابين رجل يعرف بابن أبي العلاء من الأصابح مالكا لها فقصده ابن الفضل بمن معه من يافع وغيرهم ، فكانت الدائرة عليه وانهزم إلى صهيب (٢) واجتمع هنالك أصحابه فقال لهم : إني أرى رأيا صائبا قالوا : وما هو ، قال : اعلموا ان القوم قد امنوا منا وارى ان نهجم عليهم فانا نظفر بهم فأطاعوه وأعادوا الكرة على إبن ابي العلاء ، فظفروا به ، وقتلوه واستباح ما كان له ولأصحابه ، ووجد في خزائنه سبعين بدرة ، وبذلك طار ذكره وغلظ
__________________
(١) قال الشرفي في لآليه : ثم ان منصور شهر السيف فطلع جبل مسور واستنجد واسر العامل الذي كان فيه للأمير ابراهيم بن محمد بن أبي يعفر الحوالي ، وبني حصن مسور ونزل به وغلب على ملك الناحية :
(٢) صهيب : بلدة في الجنوب الشرقي من الضالع