قال (١) وقطع ابن مالك بأنه يهودي ، وصحبه رجل من كربلاء يعرف بمنصور بن الحسن بن حوشب بن الفرج بن المبارك من ولد عقيل بن أبي طالب ، كان جده زادان (٢) اثنا عشري المذهب أحد أعيان الكوفة. وسكن أولاده على تربة الحسين فحين قدم ميمون تفرّس بمنصور النجابة والرياسة فاستماله وصحبه وكانت له دنيا يستمد منها ، وكان ذا علم بالفلك ، فأدرك ان له دولة وانه احد الدعاة إلى ولده ، فلما قدم ابن فضل وصحبه رأى انه قد تم له المراد وان ابن فضل من أهل اليمن خبير به ، وبأهله ، فقال ميمون لمنصور : يا أبا القاسم ان الدّين يمان والكعبة يمانية والركن يمان وكل امر يكون مبتدأه من قبل اليمن فهو ثابت لثبوت نجمه ، وقد رأيت ان تخرج انت وصاحبنا علي بن فضل إلى اليمن وتدعوان إلى ولدي فسيكون لكما شأن وسلطان ، وكان منصور قد عرف من ميمون إصابات كثيرة ، وبعد أن أوصاهما بالاتفاق وحذرهما من الافتراق أرسلهما وأمرهما بإخفاء أمرهما وأمر منصور ان يقصد عدن لاعة من بلاد حجة ، فلم يعرف منصور عدن لاعة ، وقصد عدن أبين ، ثم انه خرج من عدن أبين صحبة جماعة من التجار من تلك البلاد وما زال يظهر الورع والعبادة حتى استمالهم إليه ودعاهم إلى المهدي المنتظر ، وحلف منهم جماعة على القيام ، وصاروا يأتون إليه بزكاة أموالهم ، ثم انتقل بما معه من الأموال وبنى عين محرم وهو حصن كان لبني الفدعا (٣) وتبعه خمسمائة رجل ممن تابعه وعاهده (٤) فأظهر الدعوة علنا ، ومال إليه خلق كثير ، ولما أخذ جبل مسور استعمل الطبول والرايات ، بحيث كان له ثلاثون طبلا ، إذا أقبل من مكان سمعت الى مسافة بعيدة ، وكان للحوالي حصن
__________________
(١) يعني الجندي في السلوك ص ٢٣٢.
(٢) هذه رواية الجندي ولا أدري من أين جاء ، زادان وقد رفع نسبه إلى عقيل بن ابي طالب فتأمل.
(٣) في مطبوعة السلوك العرجا.
(٤) كذا لعل صوابه وعادهم وفي السلوك وعاهدوني.