لكل نبي مضى شرعة |
|
وهذي شريعة هذا النبي |
فقد حطّ عنا فروض الصلاة |
|
وحط الصيام ولم يتعب |
إذا الناس صلوا فلا تنهضي |
|
وان صوّموا فكلي واشربي |
ولا تطلبي السعي عند الصفا |
|
ولا زورة القبر في يثرب |
ولا تمنعي نفسك العرسين |
|
من الأقربين مع الاجنبي |
وهذه الأبيات الإباحية وإن كانت تمثل نزعة الطاغية واستهتاره فإنّا نستبعد ان يكون هو قائلها والأرجح ما رواه الشرفي في لآليه من انه قالها فيه بعض شعراء عصره (١).
ودخلت سنة ٢٩٣ فيها سار إلى بلاد يحصب ودخل منكث فأخربها ، ولما وصل ذمار وجد بها جيشا عظيما للأمير الحوالي بهران فكتب إلى والي هرّان ويقال له اليافعي كتب إليه يستميله فأجابه اليافعي ، ومال إلى نحلته ، ثم قصد ابن فضل صنعاء بجنود جرّارة فنزل ضبوة ، وخرج إليه امير صنعاء اسعد بن أبي يعفر فحاربه يومه وقتل من أصحاب الطاغية بن فضل أربعمائة رجل ، ورجع أسعد آخر ذلك اليوم إلى صنعاء فتعقّبه بن فضل ليلا ، ولم يتمكن من دخول المدينة ، فحط بجبل تقم ثلاثة ايام ، وفي اليوم الرابع هاجم صنعاء في خمسة آلاف مقاتل ، ودخلها من ناحية الشهابيين بسعاية مهلّب الشهابي فحاربه أسعد بن أبي يعفر إلى عصر ذلك اليوم ، وكان يوما عصيبا على أهل صنعاء ، وخرج منهم جماعة بأهلهم وأولادهم وتركوا منازلهم ، وامتعتهم ، فاستباح الطّاغية صنعاء قتلا ونهبا ، وأباح المحارم وفر ابن يعفر إلى شبام ، فحاربه القرمطي صاحب جبل ذخار ، فخرج ابن يعفر بأهله وأثقاله إلى بلاد الدعام (٢) قال في أنباء الزمن : ولما تمكن ابن فضل من
__________________
(١) وكذا في كشف اسرار الباطنية وهو أول من أوردها ونقلها عنه كل من اتى بعده وفي رسالة الغفران منسوبة إلى الصناديقي وسيأتي للمؤلف ان الصناديقي هو اسم لعلي بن الفضل.
(٢) سيرة الامام الهادي.