وكان قتله في جمادي الآخرة من السّنة وللإمام احمد بن سليمان في ذلك قصيدة طويلة أولها : (١)
من ضيّع الحزم لم يرشد ولم يصب |
|
واغتاله الدّهر بالخذلان والنصب |
ومنها :
دعا ابن زيد فلبينا لدعوته |
|
وغيره قد دعا قدما فلم نجب |
وجاءه الناس من شام ومن يمن |
|
على الضوامر في ركب وفي خبب |
حتى إذا صار من نجد إلى حرض |
|
ملك الأمير ومن مقرا (٢) الى خلب (٣) |
كاتبته غير وان من شؤابة لها |
|
ولم تبرح بثافت (٤) في عز بلا تعب |
ومنها :
من اودته في يشيع (٥) حين اعجبني |
|
جيش اجيش كمثل العارض السكب |
فقلت آثر به صنعاء ودع شظبا |
|
حتى تعود فليس الرأس كالذنب |
إلى آخرها.
ودخلت سنة ٥٣٢ وفيها مات الدّاعي سبأ بن أبي السعود الزريعي قال الجندي رحمه الله : دخل الدّاعي سبأ عدن فوقف بها سبعة أشهر ثم توفي في التاريخ المذكور ، ودفن في حصن التّعكر ، وقد تحارب الدّاعي سبأ (٦) ، وابن عمه علي بن ابي الغارات وسبب ذلك أنه لما تولّى علي بن أبي الغارات أساء السيرة في الرّعية وبسط يده على ما كان إلى سبأ بن أبي السعود وكانت
__________________
(١) الأبيات في اللآلىء المضيئة (مخطوط).
(٢) مقري : هو ما يعرف الآن بمغرب عنس من بلاد ذمار ، وفي اللآلىء «حفر».
(٣) واد من تهامة.
(٤) هي اثافت سبق ذكرها.
(٥) يشيع : بلده عامرة في الشمال الغربي من ريدة وهي من بني عبد.
(٦) الخزرجي والجندي.