وظفر بأهلها يومئذ فقال في ذلك الشاعر الهندي (١) :
بكرت نقل من الكماة ضراغما |
|
من آل مهدي هما احازما |
وكذاك ليس تروق ابنية العلا |
|
إلّا إذا كنتم لهنّ دعائما |
صبحت اكناف الجواة بغارة |
|
شعواء طبقت الحماة جماجما |
وحرمتهم فيها مطاعم عيدهم |
|
وتركتهم للمرهفات مطاعما |
ودخلت سنة ٥٦٢ فيها طلع عبد النبي إلى الجند في جمادي الآخرة من السنة وعاد إلى زبيد وخرج إلى مخلاف جعفر وحصر حصن المجمعة (٢) فأخذها ثم قصد مدينة إب فأخذها يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول من هذه السنة وأخذ الشماحي (٣) يوم الأحد الثامن من الشهر المذكور واستولى على البلاد ، وبث السّرايا والجنود في كل جهة وسار إلى عدن فحاصرها
ودخلت سنة ٥٦٨ (٤) فيها طلع السلطان عمران بن محمد الداعي سبأ إلى صنعاء يستنجد بالسلطان علي بن حاتم صاحب صنعاء فأكرمه ولم يتأخر عن نصرته ، وجمع همدان وسنحان وبني شهاب (٥) ونهد وغيرهم ونهض بهم لحرب عبد النبي ، وكان السلطان الزريعي قد تقدمه إلى جنب ومذحج ، واستنفرهم للقتال فنفروا معه واجتمعت الجنود كلها في السّحول (٦) وذلك سنة ٥٦٩ ، فنهضوا مجتمعين ، وقد تقدّمت جيوش ابن مهدي إلى حصن المسواد (٧) وذي جبلة فتلقّتهم جيوش علي بن حاتم ، فانهزم أصحاب ابن
__________________
(١) كذا عند المؤلف كسابقه وفي العسجد «الهنيني»
(٢) حصن في الشوافي من أعمال إب
(٣) الشماحي : قرية من عزلة الموية من بعد ان.
(٤) هذه الحادثة كان وضعها هنا سهوا وسنأتي على بقية الحوادث التي من بعد سنة ٥٦٢ (ص).
(٥) الخزرجي والجندي وقرة العيون وبغية المستفيد (ص)
(٦) السحول : بلد معروف ما بين مدينة إب جنوبا وحتى قفر يريم شمالا
(٧) المسواد : جبل بالجنوب من مدينة إب فوق نقيل المحمول من جهة الشرق ..