فهو دوما يتحرّى الحقيقة من مصادرها المتعدّدة ولعلنا سنكبر المؤلف ونقدر عمله إذا علمنا أن كل مصادره التي رجع إليها في التاريخ كانت في ذلك الوقت لا تزال مخطوطة ، وقد لقي مشقة في حل طلاسمها ، وفك خطوطها حتى اننا نجده يقول : «ما أكثر التصحيف والتحريف بل المسخ في المصادر التي استقينا منها أخبار هذا القسم ولعمري ان تفهّم القلم المسماري وحل رموز المسند أقرب إلى الفهم من تحريف النّاسخ وسوء فهم الماسخ لتلك الأسفار»
وبقدر ما عانى المؤلف الشهيد رحمه الله من مشقة وجهد في إخراج الكتاب فإن المحقق الخفير قد بذل طاقته ومستطاعه من نسخ دؤوب وتعليق وتحقيق آملا أن يكون خدمة متواضعة لتراث هذا الرجل الوطني العظيم وإفادة لأبناء الجيل الجديد ، الذين وجدوا الأمور ممهّدة متيسرة.
وبالله التوفيق وعليه التكلان
عبد الله محمد الحبشي.