الأربع والثمانين ومائتين ، في أول سنة واردة ، وأخرى صادرة قال كاتب سيرته ، وكذلك كان فاسمه اسم يحيى بن زكريا ، وطار علمه صلوات الله عليه في الآفاق حتى صارت أقواله في أقصى بلاد العجم ، يأنسون بها أكثر من بلاد اليمن ، وعليها يعتمدون وبها يفتون ويقضون ، وفي الحدائق الوردية (١) روى السيد ابو طالب باسناده عن المرتضى محمد بن الهادي عليهما السلام قال : ان يحيى بن الحسين بلغ من العلم مبلغا يختار (٢) عنده ويصنف ، وله سبع عشرة سنة وهذه من عجائب الرّوايات التي تضمنت خرق العادات ، ولا عجب ممن كانت أعراقه تنتهي إلى الذروة العالية النبوية ، أن يبلغ هذا الكمال ، ويفوز بمحاسن الخلال ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وزرعي ، وزرع زرعي فتناوله هذا الدعاء الشريف الموثوق باجابته فارتوى من سلسال العلم المعين ، وتفيأ ظلال العرفان ، حتى تفجر العلم من جوانبه ، ونطق من الحكم بغرائبه وصنف التصانيف الفائقة ، والكتب البديعة الرائقة ، نحو كتاب الأحكام ، وهو مجلدان في الفقه ، متضمنا تفصيل الأدلّة من الآثار والسنن النبوية ، ، والأقيسة القوية (٣) ، ما يشهد له بالنظر الصائب والفكر الثاقب ومنها كتاب المنتخب (٤) في الفقه أيضا ، وهو من جلائل الكتب ، وفيه فقه واسع وعلم رائع ، ومنها كتاب الفنون في الفقه ، مهذب ملخص ، وكتاب المسائل ، ومسائل محمد بن سعيد ، وكتاب الرضاع ، وكتاب الزراعة ، وكتاب أمهات
__________________
(١) الحدائق ص ١٤.
(٢) في الحدائق ص يحتار عنه وصنف.
(٣) ويعرف ايضا بجامع الأحكام في الحلال والحرام بدأ تأليفه في المدينة ولم يتمه فقام بجمعه وتبويبه العلامة علي بن حسن بن ابي حريصة وعليه شرح ضخم للعلامة احمد بن ابراهيم الشرفي ومن الأصل عدة نسخ خطبه. انظر كتابنا مصادر الفكر الاسلامي في اليمن ص ٥٠٩.
(٤) اجاب فيه على اسئلة الفقيه محمد بن سليمان الكوفي منه نسخة بمكتبة المتحف البريطاني انظر المصدر السابق ص ٥١٥.