التي حاولت إعادة الاعتبار له ونفض الغبار عن بعض ذخائره العلمية ، لكن هذه الدراسات رغم أهميتها ، لم تصل بعد إلى الإلمام بهذا التراث والإحاطة بجوانبه المتنوعة ..
من هنا جاء الاهتمام بإخراج هذا العمل الذي بادر مشروع ارتياد الآفاق إلى إعادة طبعه وتعميم الاستفادة منه ، رغبة منه في التعريف بالتراث الجغرافي العربي ، وحرصا منها على إبراز قيمته العلمية.
وقد حظيت الرحلة المعينية بهذا الاهتمام قبل غيرها من النصوص التراثية الصحراوية لعدة اعتبارات منها :
١. قيمتها العلمية ، فهي تقدم للملتقى مادة متنوعة قلما يجدها مجتمعة في كتاب واحد ، من أحاديث وأخبار وأشعار وبيانات جغرافية وببليوغرافية وتاريخية واجتماعية وغيرها ، وتحلق به في فضاءات ثقافية مختلفة قلما يحصلها في رحلة واحدة ، فينتقل بين طرفاية وطنطان وسيدي إفني وتطوان والأندلس وطرابلس ومصر ومكة والمدينة وغيرها ، ويتعرف على عدد من العلماء ، والأدباء والشعراء ورجال الفكر والسياسة ، ويقف على المآثر التاريخية والعمرانية والأشعار والإجازات والرسائل ، وغيرها من العناصر التي تشكل مادتها وتساهم في بنائها.
وتتضاعف القيمة العلمية لهذه الرحلة وتزداد قبولا عند الباحثين والعلماء بما تحتوي عليه من شهادات ونصوص شعرية وفتاوى فقهية وإفادات اجتماعية وثقافية ضاعت مصادرها الأصلية ، ولم يبق لها أثر في الخزانات العامة والخاصة ، فهي تتضمن نقولا من كتب أصبحت في حكم المفقود ، كما هو الشأن بالنسبة لرحلة الشيخ ماء العينين ، وأشعارا لا أثر لها فيما تبقى من الدواوين والمختارات ، كقصيدة العتيق بن محمد فاضل بن احمد الملقب بالليل ، والد المؤلف في مدح
__________________
المعينية الجزء الأول والثاني ، أحمد مفدي ، المداح محمد المختار ، ـ الشعر العربي في الصحراء المغربية ، مفدي أحمد ـ الحياة الأدبية في الزاوية المعينية ، محمد الظريف ، ـ الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية لمحمد الظريف ، أيضا ، وغيرها.