والأقلام ، أستاذنا وملاذنا ومعاذنا شيخنا الشيخ ماء العينين ، المعلوم علمه ، الطائر صيته في كلا الكونين. ورحم الله والدنا العتيق ، حيث يقول من قصيدة في مدحه :
[الطويل]
هو الشيخ ماء العينين واللبس هاهنا |
|
لعمري مأمون لفقد المجانس (١) |
فقد نشأت بحمد الله في حجره وكفالته ، لا تعدو عيناي عن شمس خيبته وجلالته ، ملقى في يديه عنان نفسي وزمامها ، مبتهجة بأن ليس في الوجود سواه إمامها ، متمسكة به تمسك الأعمى بقائده ، مغمورة في فيوض إفادته وفوائده ، بل لا يمكن أن يسع غيره صدري متيقنا بأنه يدري من حالي ما لا أدري ، وكيف لا وهي عين جلالة قلبي من كل رين وغين ، ولا أستطيع الصبر عنه ولا طرفة عين ، به غذاء جسمي وروحي وروعي ، وأقلده غاية التقليد في معتادي ومشروعي ، فما صح في حياته رضياللهعنه تخلفي عن جنابه المحترم ، ولو كانت تعتريني بعض الساعات أشواق الحرم ، مع أن شيخنا يرى أن فريضة الحج ساقطة لأسباب عديدة في تلك المدة عن أكثر الشناقطة ، إلى أن قضى تعالى بقبضه إليه ، وإيثاره بما من الأفضال والإكرام اعتمد عليه ، وذلك في منتصف ليلة الثلاثاء الحادية والعشرين من شوال عام ألف وثلاثمائة وثمانية وعشرين من هجرته صلىاللهعليهوسلم بمدينة تيزنيت إحدى قرى السوس الأقصى ، وعمره رضياللهعنه وأرضاه إثنان وثمانون سنة وثلاثة وخمسون يوما ، لأن ميلاده وقت المقيل يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شعبان الأبرك عام ستة وأربعين بعد المائتين والألف ، كما نظمه رضياللهعنه بقوله :
في عام رومش بشهر شعبان |
|
في يوم زك مولدي وذا استبان |
__________________
(١٢) من قصيدة في مدح الشيخ ماء العينين مطلعها :
أرقت لبرق آخر الليل طامس |
|
وقومي حولي بين غاف وناعس |
الأبحر المعينية في الأمداح المعينية ، ص. ٥٥٣ ، تحقيق أحمد مفدي.