قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

تحمیل

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

10/456
*

الشمس ، وكان القمر في الثور وفي بيت السعادة ، وكان الرأس في برج الجوزاء ، وهو بيت الشقاء ، وفي تلك الدقيقة من الساعة كان استقبال أمر الدنيا ، فكان خيرها وشرّها وانحطاطها وارتفاعها ، وسائر ما فيها على قدر مجاري البروج والنجوم ، وولاية أصحاب الألوف ، وغير ذلك من أحوالها. ولأنّ المشتري كان في السرطان في شرفه وزحل في الميزان في شرفه والمرّيخ والشمس والقمر في إشرافها دلت على كائنة جليلة ، فكان نشوء العالم ، وانبرز زحل.

فتولى الألف هو والميزان وكان المشتري في الطالع مقبولا. وكذلك جميع الكواكب كانت مقبولة ، فدل على نماء العالم وحسن نشوءه ، وكان زحل هو المستولي والعالي في الفلك والبرج طويل المطالع ، فطالت أعمار تلك الألف وقويت أبدانهم ، وكثرت مياههم وكون الميزان تحت الأرض دل على خفاء أوّل حدوث العالم ، وعلى أنّ أهل ذلك الزمان ينظرون في عمارة الأرضين وتشييد البنيان. ثم ولي الألف الثاني العقرب والمريخ ، وكان في الطالع المرّيخ ، فدل على القتل في ذلك الألف وسفك الدماء ، والسبي والظلم والجور والخوف والهمّ والأحزان والفساد وجور الملوك ، وولي الألف الثالث القوس وشاركه عطارد والزهرة بطلوعهما ، وكان الذنب في القوس ، فدل المشتري على النجدة في تلك الألف والشدّة والجلد والبأس والرياسة والعدل ، وتقسيم الملوك الدنيا ، وسفك الدماء بسبب ذلك ، ودلت الزهرة على ظهور بيت العبادة وعلى الأنبياء ، ودل عطارد على ظهور العقل والأدب والكلام ، وكون البرج مجسدا دلّ على انقلاب الخير والشرّ في تلك الألف مرّات ، وعلى ظهور ألوان من آيات الحق والعدل والجور.

ثم ولي الألف الرابع الجدي ، وكان فيه المرّيخ فدل على ما كان في تلك الألف من إهراق الدماء ، ودلت الشمس على ظهور الخير والعلم ، ومعرفة الله تعالى ، وعبادته وطاعته وطاعة أنبيائه ، والرغبة في الدين مع الشجاعة والجلد ، وكون البرج منقلبا هو والبرج الذي فيه الشمس دلّ على انقلاب ذلك في آخرها ، وظهور الشرّ والتفرّق والقسم والقتل وسفك الدماء والغصب في أصناف كثيرة ، وتحوّل ذلك وتلوّنه ، وكون الجدي منحطا دلّ على أنه يظهر في آخر تلك الألف الحسن الشبيه بصفة زحل والمريخ وانقطاع العظماء والحكماء ، وبوارهم وارتفاع السفلة ، وخراب العامر ، وعمارة الخراب ، وكثرة تلوّن الأشياء ، وولي الألف الخامس الدلو بطلوع القمر ، وكان القمر في الثور ، فدل الدلو لبرودته وعسره على سقوط العماء وعطلة أمرهم ، وارتفاع السفلة والعبيد ، ومحمدة البخلاء ، وظهور الجيش الأسود والسواد ، وعلى كثرة التفتيش ، والتفكر وظهور الكلام في الأديان ومحبة الخصومات وكون القمر في شرفه يدل على قهر الملوك ، وظهور ولاة الحق ، ونفاذ الخير ، وظهور بيوت العبادة والكف عن الدماء ، والراحة والسعادة في العامّة وثبات ما يكون من العدل والخير ، وطول المدّة فيه وكون البرج مائيا يدل على كثرة الأمطار والغرق وآفة من البرد يهلك فيها