وأربعين ومائة ، ثم قدم عسكر آخر في شوّال ، وقدم عليّ بن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن داعية لأبيه وعمه ، فدس إليه حميد ، فتغيب ، فكتب بذلك إلى أبي جعفر ، فصرفه في ذي القعدة ، وخرج لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين.
فولي : يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة من قبل أبي جعفر على الصلاة والخراج ، فقدم على البريد للنصف من ذي القعدة ، فاستخلف على الخراج معاوية بن مروان بن موسى بن نصير ، وفي إمرته ظهرت دعوة بني الحسن بن عليّ بمصر ، وتكلم بها الناس ، وبايع كثير منهم لعليّ بن محمد بن عبد الله ، وطرق المسجد لعشر خلون من شوّال سنة خمس وأربعين ، كما يذكر في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ، ثم قدمت الخطباء برأس إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن عليّ في ذي الحجة ، فنصبت في المسجد ، وورد كتاب أبي جعفر بأمر يزيد بن حاتم بالتحوّل من العسكر إلى الفسطاط ، وأن يجعل الديوان في كنائس القصر ، وذلك في سنة ست وأربعين ومائة من أجل ليلة المسجد ، ومنع يزيد أهل مصر من الحج سنة خمس وأربعين ، فلم يحج أحد منهم ، ولا من أهل الشام ، لما كان بالحجاز من الاضطراب بأمر بني حسن ، ثم حج يزيد في سنة سبع وأربعين ، واستخلف عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج صاحب شرطته ، وبعث جيشا لغزو الحبشة من أجل خارجيّ ظهر هناك ، فظفر به الجيش ، وقدم رأسه في عدّة رؤوس ، فحملت إلى بغداد ، وضم يزيد برقة إلى عمل مصر ، وهو أوّل من ضمها إلى مصر ، وذلك في سنة ثمان وأربعين ، وخرج القبط بسخا (١) في سنة خمسين ومائة ، فبعث إليهم جيشا ، فشتته القبط ورجع منهزما ، فصرفه أبو جعفر في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين ومائة ، فكانت ولايته سبع سنين وأربعة أشهر.
وولي : عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج من قبل أبي جعفر على الصلاة لثنتي عشرة بقيت من ربيع الآخر ، وهو أوّل من خطب بالسواد ، وخرج إلى أبي جعفر لعشر بقين من رمضان سنة أربع وخمسين ومائة ، واستخلف أخاه محمدا ، ورجع في آخرها ، ومات وهو وال مستهلّ صفر سنة خمس وخمسين ومائة ، واستخلف أخاه محمدا ، فكانت ولايته سنتين وشهرين.
فولي : محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج باستخلاف أخيه ، فأقرّه أبو جعفر على الصلاة ، ومات وهو وال للنصف من شوّال ، فكانت ولايته ثمانية أشهر ونصفا ، واستخلف موسى بن عليّ.
فولي : موسى بن عليّ بن رباح باستخلاف محمد بن خديج ، فأقرّه أبو جعفر على
__________________
(١) سخا : كورة بأسفل مصر وهي الآن قصبة كورة الغربية. معجم البلدان ج ٣ / ١٩٦.