تكون الملحمة الكبرى حتى تخرب الكوفة ، فإذا كانت الملحمة الكبرى ، فتحت القسطنطينية على يدي رجل من بني هاشم ، وخراب الأندلس من قبل الزنج ، وخراب إفريقية من قبل الأندلس ، وخراب مصر من انقطاع النيل ، واختلاف الجيوش فيها ، وخراب العراق من قبل الجوع والسيف ، وخراب الكوفة من قبل عدوّ من ورائهم يخفرهم ، حتى لا يستطيعوا أن يشربوا من الفرات قطرة ، وخراب البصرة من قبل العراق ، وخراب الأبلة من قبل عدوّ يخفرهم مرّة برّا ، ومرّة بحرا ، وخراب الريّ من قبل الديلم ، وخراب خراسان من قبل التبت ، وخراب التبت من قبل الصين ، وخراب الصين من قبل الهند ، وخراب اليمن من قبل الجراد والسلطان ، وخراب مكة من قبل الحبشة ، وخراب المدينة من قبل الجوع ، وفي رواية : وخراب أرمينية من قبل الرجف والصواعق ، وخراب الأندلس ، وخراب الجزيرة من سنابك الخيل ، واختلاف الجيوش.
وعن عبد الله بن الصامت قال : إن أسرع الأرضين خرابا البصرة ومصر ، فقيل له : وما يخربهما وفيهما عيون الرجال والأموال؟ فقال : يخربهما القتل الأحمر والجوع الأغبر ، كأني بالبصرة : كأنها نعامة جاثمة ، وأما مصر : فإنّ نيلها ينضب ، أو قال : ييبس ، فيكون ذلك خرابها ، وعن الأوزاعيّ : إذا دخل أصحاب الرايات الصفر مصر ، فلتحفر أهل الشام أسرابا تحت الأرض.
وعن كعب : علامة خروج المهديّ ألوية تقبل من قبل المغرب عليها رجل من كندة أعرج ، فإذا ظهر أهل المغرب على مصر ، فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام.
وعن سفيان الثوريّ (١) قال : يخرج عنق من البربر ، فويل لأهل مصر. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن مولى لشرحبيل بن حسنة أو لعمرو بن العاص قال : سمعته يوما ، واستقبلنا فقال : إيها لك مصر إذا رميت بالقسيّ الأربع : قوس الأندلس ، وقوس الحبشة ، وقوس الترك ، وقوس الروم.
وعن قاسم بن أصبغ : حدّثنا أحمد بن زهير حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة عن الشيبانيّ قال : تهلك مصر غرقا ، أو حرقا.
وعن عبد الله بن مغلا أنه قال لابنته : إذا بلغك أن الإسكندرية قد فتحت ، فإن كان خمارك بالمغرب ، فلا تأخذيه حتى تلحقي بالمشرق.
وذكر مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه قال : أنزل الله تعالى من الجنة
__________________
(١) سفيان الثوري : كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى أمير المؤمنين في الحديث. راوده الخليفة المنصور العباسي على أن يلي الحكم فأبى. له مؤلفات عديدة في الحديث والفقه ولد سنة ٩٧ ه وتوفي سنة ١٦١ ه. الأعلام ج ٤ / ١٠٤.