بكتاش الفخريّ الصالحيّ النجميّ ، وإلى دار الأمير سلار نائب السلطنة ، وإلى دار الطواشي سابق الدين ، ومدرسته التي يقال لها المدرسة السابقية ، وكان في داخل هذا الزقاق مكان يتوصل إليه من تحت قبو المدرسة السابقية يعرف بالسودوس فيه عدّة مساكن صارت كلها اليوم دارا واحدة إنشاء الأمير جمال الدين الإستادار ، وكان تجاه باب المدرسة السابقية ربع تحته فرن ، ومن ورائه عدّة مساكن يعرف مكانها بالحدرة ، فهدم الأمير جمال الدين المذكور الربع ، وما وراءه ، وحفر فيه صهريجا وأنشأ به عدة آدر هي الآن جارية في أوقافه.
وكان يسلك من باب السابقية على باب الربع ، والفرن المذكورين إلى دهليز طويل مظلم ينتهي إلى باب القصر ، تجاه سور سعيد السعداء ، ومنه يخرج السالك إلى رحبة باب العيد ، وإلى الركن المخلق ، فهدمه الأمير جمال الدين ، وجعل مكانه قيسارية ، وركب على رأس هذا الزقاق تجاه حمام البيسريّ ، دربا في داخله دروب ليصون أمواله ، وانقطع التطرّق من هذا الزقاق ، وصار دربا غير نافذ ، ويجد السالك عن يسرته قبالة هذا الزقاق ، وصار دربا مدربا باب قصر البيسرية ، وقد بنى في وجهه حوانيت بجانبها حمام البيسري ، ومن هنا ينقسم شارع القاهرة المذكورة إلى طريقين : إحداهما ذات اليمين ، والأخرى ذات اليسار ، فأمّا ذات اليسار ، فإنها تتمة القصبة المذكورة ، فإذا مرّ السالك من باب حمام الأمير بيسري ، فإنه يجد على يسرته باب الخرنشف المسلوك فيه إلى باب سرّ البيسرية ، وإلى باب حارة برجوان ، الذي يقال له : أبو تراب ، وإلى الخرنشف ، واصطبل القطبية ، وإلى الكافوري ، وإلى حارة زويلة ، وإلى البندقانيين ، وغير ذلك ، ثم يسلك أمامه فيجد سوقا يعرف أخيرا بالوزارزين والدجاجين يباع فيه الأوز ، والدجاج والعصافير ، وغير ذلك من الطيور ، وأدركناه عامرا سوقا كبيرا من جملته دكان لا يباع فيها غير العصافير ، فيشتريها الصغار للعب بها.
وفي هذا السوق على يمنة السالك : قيسارية يعلوها ربع كانت مدّة سوقا يباع فيه الكتب ، ثم صارت لعمل الجلود ، وكانت من جملة أوقاف المارستان المنصوري ، فهدمها بعض من كان يتحدّث في نظره عن الأمير أيتمش في سنة إحدى وثمانمائة ، وعمرها على ما هي عليه الآن ، وعلى يسرة السالك في هذا السوق ربع يجري في وقف المدرسة الكاملية ، وكان هذا السوق يعرف قديما بالتبانين والقماحين ، ثم يمرّ سالكا أمامه ، فيجد سوق الشماعين متصلا بسوق الدجاجين ، وكان سوقا كبيرا فيه صفان عن اليمين والشمال من حوانيت باعة الشمع أدركته عامرا ، وقد بقي منه الآن يسير ، وفي آخر هذا السوق على يمنة السالك : الجامع (١) الأقمر ، وكان موضعه قديما سوق القماحين ، وقبالته درب الخضريّ ،
__________________
(١) الجامع الأقمر : أنشأه الآمر بأحكام الله سنة ٥١٩ ه ولم يزل هذا الجامع قائم الشعائر إلى اليوم بشارع النحاسين بقسم الجمالية بالقاهرة (مصطلحات محمد رمزي).