كِراماً) [الفرقان / ٧٢] قال : أعياد المشركين ، فقيل له : أو ما هذا في الشهادة بالزور ، فقال : لا إنما أية شهادة الزور ، ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا.
اعلم : أنّ نصارى مصر من القبط ينحلون مذهب اليعقوبية كما تقدّم ذكره ، وأعيادهم الآن التي هي مشهورة بديار مصر أربعة عشر عيدا في كل سنة من سنيهم القبطية منها سبعة أعياد يسمونها أعيادا كبارا ، وسبعة يسمونها أعيادا صغارا. فالأعياد الكبار عندهم : عيد البشارة ، وعيد الزيتونة ، وعيد الفصح ، وعيد خميس الأربعين ، وعيد الخميس ، وعيد الميلاد ، وعيد الغطاس.
والأعياد الصغار : عيد الختان ، وعيد الأربعين ، وخميس العهد ، وسبت النور ، وأحد الحدود ، والتجلي ، وعيد الصليب ، ولهم مواسم أخر ليست هي عندهم من الأعياد الشرعية لكنها عندهم من المواسم العادية ، وهو يوم النوروز ، وسأذكر من خبر هذه الأعياد ما لا تجده مجموعا في غير هذا الكتاب على ما استخرجته من كتب النصارى ، وتواريخ أهل الإسلام.
عيد البشارة : هذا العيد عيد النصارى أصله بشارة جبريل مريم بميلاد المسيح عليهماالسلام ، وهم يسمون جبريل غبريال ، ويقولون : مارت مريم ، ويسمون المسيح : ياشوع ، وربما قالوا : السيد يشوع ، وهذا العيد تعمله نصارى مصر في اليوم التاسع والعشرين من شهر برمهات (١).
عيد الزيتونة : ويعرف عندهم : بعيد الشعانين ، ومعناه التسبيح ، ويكون في سابع أحد من صومهم وسنتهم في عيد الشعانين أن يخرجوا سعف النخل من الكنيسة ، ويرون أنه يوم ركوب المسيح العنو ، وهو الحمار في القدس ، ودخوله إلى صهيون ، وهو راكب والناس بين يديه يسبحون ، وهو يأمر بالمعروف ، ويحث على عمل الخير ، وينهى عن المنكر ، ويباعد عنه ، وكان عيد الشعانين من مواسم النصارى بمصر التي تزين فيها كنائسهم ، فلما كان لعشر خلون من شهر رجب سنة ثمان وسبعين وثلثمائة ، كان عيد الشعانين فمنع الحاكم بأمر الله أبو عليّ منصور بن العزيز بالله النصارى من تزيين كنائسهم ، وحملهم الخوص على ما كانت عادتهم ، وقبض على عدّة ممن وجد معه شيئا من ذلك ، وأمر بالقبض على ما هو محبس على الكنائس من الأملاك ، وأدخلها في الديوان ، وكتب لسائر الأعمال بذلك ، وأحرقت عدّة من صلبانهم على باب الجامع العتيق والشرطة.
عيد الفصح : هذا العيد عندهم هو العيد الكبير ، ويزعمون أنّ المسيح عليهالسلام ،
__________________
(١) برمهات : آذار.