ما كان يعمل في عيد النحر : قال المسبحيّ : وفي يوم عرفة يعني من سنة ثمانين وثلثمائة حمل يانس صاحب الشرطة السماط ، وحمل أيضا عليّ بن سعد المحتسب سماطا آخر ، وركب العزيز بالله يوم النحر ، فصلى وخطب على العادة ، ثم نحر عدّة نوق بيده ، وانصرف إلى قصره ، فنصب السماط ، والموائد ، وأكل ونحر بين يديه ، وأمر بتفرقة الضحايا على أهل الدولة ، وذكر مثل ذلك في باقي السنين.
وقال ابن المأمون في عيد النحر من سنة خمس عشرة وخمسمائة : وأمر بتفرقة عيد النحر ، والهبة وجملة العين ، ثلاثة آلاف وثلثمائة وسبعون دينارا ، ومن الكسوات مائة قطعة ، وسبع قطع برسم الأمراء المطوّقين ، والأستاذين المحنكين ، وكاتب الدست ، ومتولي حجبة الباب ، وغيرهم من المستخدمين ، وعدّة ما ذبح : ثلاثة أيام النحر في هذا العيد ، وعيد الغدير : ألفان وخمسمائة وأحد وستون رأسا.
تفصيله : نوق مائة وسبعة عشر رأسا ، يقر أربعة وعشرون رأسا ، جاموس عشرون رأسا ، هذا الذي ينحره ويذبحه الخليفة بيده في المصلى والنحر ، وباب الساباط ، ويذبح الجزارون من الكباش ألفين وأربعمائة رأس ، والذي اشتملت عليه نفقات الأسمطة في الأيام المذكورة خارجا عما يعمل بالدار المأمونية من الأسمطة ، وخارجا عن أسمطة القصور عند الحرم ، وخارجا عن القصور الحلواء ، والقصور المنفوخ المصنوعة بدار الفطرة : ألف وثلثمائة وستة وعشرون دينارا ، وربع وسدس دينار ، ومن السكر برسم القصور ، والقطع المنفوخ أربعة وعشرون قنطارا.
تفصيله عن قصرين في أوّل يوم خاصة اثنا عشر قنطارا المنفوخ عن ثلاثة الأيام اثنا عشر قنطارا ، وقال في سنة ست عشرة وخمسمائة : وحضر وقت تفرقة كسوة عيد النحر ووصل ما تأخر فيها بالطراز ، وفرّقت الرسوم على من جرت عادته خارجا عما أمر به من تفرقة العين المختص بهذا العيد وأضحيته ، وخارجا عما يفرّق على سبيل المناخ ، ومن باب الساباط مذبوحا ، ومنحورا ستمائة دينار وسبعة عشر دينارا ، وفي التاسع من ذي الحجة ، جلس الخليفة الآمر بأحكام الله على سرير الملك ، وحضر الوزير ، وأولاده وقاموا بما يجب من السلام ، واستفتح المقرئون ، وتقدّم حامل المظلة ، وعرض ما جرت عادته من المظال الخمسة التي جميعها مذهب ، وسلم الأمراء على طبقاتهم ، وختم المقرئون ، وعرضت الدواب جميعها ، والعماريات والوحوش وعاد الخليفة إلى محله ، فلما أسفر الصبح : خرج الخليفة ، وسلم على من جرت عادته بالسلام عليه ، ولم يخرج شيء عما جرت به العادة في الركوب والعود ، وغير الخليفة ثيابه ، ولبس ما يختص بالنحر ، وهي البدلة الحمراء بالشدّة التي تسمى : بشدّة الوفار ، والعلم الجوهر في وجهه بغير قضيب ملك في يده إلى أن دخل المنحر ، وفرشت الملاءة الديبقيّ الحمراء وثلاث بطائن