وأعمامه ، والسيدات كرائمه ، وعماته إلى اللؤلؤة ، وتحوّل المأمون إلى دار الذهب ، وأسكن الشيخ أبا الحسن محمد بن أبي أسامة الغزالة على شاطىء الخليج ، وسكن حسام الملك : حاجب الباب داره على الخليج ، وأمر متولي المعونة أن يكشف الآدر المطلة على الخليج قبليّ اللؤلؤة ، ولا يمكن أحدا من السكن في شيء منها إلّا من كان له ملك ، ومن كان ساكنا بالأجرة ينقل ، ويقام بالأجرة لرب الملك ليسكن بها حواشي الخليفة مدّة سنة ، وقرّر من التوسعة في النفقات ، وما يكون برسم المستخدمين في المبيتات ما يختص برواتب القصور مدّة المقام في اللؤلؤة في أيام النيل مياومة من الغنم والحيوان ، وجميع الأصناف ، وهي جملة كبيرة وأمر متولي الباب أن يندب في كل يوم خروف شواء ، وقنطار خبز ، وكذلك جميع الدروب من يحرسها ، ويطلق لهم برسم الغداء مثل ذلك ، وتكون نوبة دائرة بينهم ، وبقية مستخدمي الركاب ملازمون لأبواب القصر على رسمهم ، وفي يومي الركوب يجتمعون للخدمة إلّا من هو في نوبته فيما رسم له ، وأمر متولي زمام المماليك الخاص أن يكونوا بأجمعهم ، حيث يكون الخليفة ، وفي الليل يبيت منهم عدّة برسم الخدمة تحت اللؤلؤة ، ولهم في كل يوم مثل ما تقدّم ، والرهجية تقسم قسمين أحدهما : على أبواب القصور ، والآخر : على أبواب اللؤلؤة ، وأصحاب الضوء مثل ذلك ، وقرّر للجماعة المقدّم ذكرها في الليل عن رسم المبيت ، وعن ثمن الوقود ما يخرج إليهم مختوما بأسماء كل منهم ويعرضهم متولي الباب في كل ليلة بنفسه عند رواحه وعوده ، وكذلكما يختص بدار الذهب من الحرس عليها من باب سعادة ، ومن باب الخوخة ، ولهم رسوم كما تقدّم لغيرهم والمتفرّجون يخرجون كل ليلة للنزهة عليهم ، ويقيمون إلى بعض الليل حتى ينصرفوا من غير خروج في شيء من ذلك عما يوجبه الشرع ، وفي يومي السلام يمضي الخليفة من قصوره ، بحيث لا يراه ، إلّا أستاذوه وخواصه إلى قاعة الذهب من القصر الكبير الشرقيّ ، ويحضر الوزير على عادته إليه ، فيكون السلام بها على مستمرّ العادة ، والأسمطة بها في يومي الاثنين والخميس ، وتكون الركوبات من اللؤلؤة في يومي السبت والثلاثاء إلى المنتزهات.
وقال في سنة سبع عشرة وخمسمائة ، ولما جرى النيل ، وبلغ خمسة عشر ذراعا : أمر بإخراج الخيام ، والمضارب الديبقيّ ، والديباج وتحوّل الخليفة الآمر بأحكام الله إلى اللؤلؤة بحاشيته وأطلقت التوسعة في كل يوم لما يخص الخاص ، والجهات والأستاذين من جميع الأصناف ، وانضاف إليها ما يطلق كل ليلة عينا وورقا ، وأطعمة للبياتين بالنوبة برسم الحرس بالنهار ، والشهر في طول الليل من باب القنطرة بما دار إلى مسجد الليمونة من التزين من صبيان الخاص والركاب ، والرهجية والسودان ، والحجاب كل طائفة بنقيبها والعرض من متولي الباب واقع بالعدّة في طرفي كل ليلة ، ولا يمكن بعضهم بعضا من المنام والرهجية تخدم على الدوام ، وتحوّل الوزير المأمون إلى دار الذهب ، وى ٤ لقت التوسعة ، والحال في إطلاق الأسمطة لهم في الليل والنهار مستمرّ.