قال : ورأيت شاهدا أن قيمة كل حلة من هذه الحلل ، وسلفها إذا كانت حريريّ ثلثمائة وستة دنانير ، وإذا كانت مذهبة ألف دينار ، واختصر ما باسم أبي الفضل جعفر أخي الخليفة وأربع جهات.
وأما ما يختص بالوزير : فبدلة مذهبة شرحها منديل سلفه سبعون دينارا ، وخمسمائة وسبعون قصبة عراقي جملة سلفه وذهبه : مائة وأربعة عشر دينارا ، شقة ديبقيّ وكم السلف ستة عشر دينارا وثمانية وعشرون مثقالا ذهبا عاليا تكون جملة ذلك خمسين دينارا ، تصف شقة ديبقيّ وسطانيّ اثنا عشر دينارا ونصف ، شقة وسطانيّ برسم العود ثلاثة دنانير ، غلالة ديبقيّ سبعة دنانير ونصف ، شقة برسم الغلالة ديناران ونصف ، منديل كم سبعة دنانير واثنا عشر مثقالا ذهبا ، تكون قيمته تسعة عشر دينارا ، حجره ثلاثة دنانير ، عرضي أربعة دنانير وأحد عشر مثقالا تكون سلفه وذهبه سبعة عشر دينارا.
ثم ذكر بعد ذلك ما يكون لجهة الوزير ، وما يكون برسم صبيان الحمام ، وما يفصل برسم المماليك الخاص : صبيان الرايات ، والرماح خمسمائة ، شقة سقلاطون داري تكون قيمتها : سبعمائة وخمسين ، قباء يحمل منها برسم غلمان الوزير مائة قباء ، ويفرّق جميع ذلك.
قال : ولم يكن لأحد من الأصحاب ، والحواشي وغيرهم في هذا الموسم شيء فيذكر ، بل لهم من الهبات العين والرسوم الخارجة عن ذلك ما يأتي ذكره في موضعه ، وفي صبيحة هذا الموسم خلع على ابن أبي الردّاد ، وعلى رؤساء المراكب ، وغيرهم ، وحمل إلى المقياس برسم المبيت ، وركوب الخليفة بتجمله ، ومواكبه إلى السكرة ما فصله ، وبينه مما يطول ذكره.
وقال : في سنة سبع عشرة وخمسمائة ، ولما جرى النيل ، وبلغ خمسة عشر ذراعا ، أمر بإخراج الخيام والمضارب الديبقيّ ، والديباج وتحوّل الخليفة إلى اللؤلؤة بحاشيته ، وتحوّل المأمون إلى دار الذهب ، ووصلت كسوة الموسم المذكور من الطراز وإن كانت يسيرة العدّة فهي كثيرة القيمة ، ولم تكن للعموم من الحاشية ، والمستخدمين بل للخليفة خاصة ، وإخوته وأربع من خواص جهاته ، والوزير وأولاده ، وابن أبي الردّاد ، فلما وفى النيل ستة عشر ذراعا ركب الخليفة ، والوزير إلى الصناعة بمصر (١) العشريات بين أيديهما ، ثم عدّيا في إحداها إلى المقياس (٢) ، وصليا ونزل الثقة صدقة بن أبي الردّاد
__________________
(١) كلمة غير واضحة ربما تكون رميت أو : وصفّت.
(٢) هو المقياس الذي يقيس كمية الماء في النيل وهذا المقياس الذي أمر ببنائه الخليفة المتوكل العباسي سنة ٢٤٧ ه بجزيرة الروضة في ولاية يزيد بن عبد الله بن علي على مصر وهو المعمول به إلى أيامنا هذه وقيل إن أول من عمل مقياس على النيل هو سيدنا يوسف عليهالسلام. صبح الأعشى ٣ / ٣٢٧.