خطط اللفيف : إنما سموا بذلك لالتفات بعضهم ببعض ، وسبب ذلك : أنّ عمرو بن العاص ، لما فتح الإسكندرية أخبر أنّ مراكب الروم قد توجهت إلى الإسكندرية لقتال المسلمين ، فبعث عمرو بعمرو بن جمالة الأزديّ الحجريّ ليأتيه بالخبر ، فمضى وأسرعت هذه القبائل التي تدعى اللفيف ، وتعاقدوا على اللحاق به ، واستأذنوا عمرو بن العاص في ذلك ، فأذن لهم وهم جمع كثير ، فلما رآهم عمرو بن جمالة استكثرهم ، وقال : تالله ما رأيت قوما قد سدّوا الأفق مثلكم ، وإنكم كما قال الله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) [الإسراء / ١٠٤] فبذلك سموا من يومئذ اللفيف ، وسألوا عمرو بن العاص : أن يفرد لهم دعوة فامتنعت عشائرهم من ذلك ، فقالوا لعمرو : فإنا نجتمع في المنزل حيث كنا ، فأجابهم إلى ذلك ، فكانوا مجتمعين في المنزل متفرّقين في الديوان إذا دعي كل بطن منهم ، انضم إلى بني أبيه.
قال قتادة ومجاهد والضحاك بن مزاحم في قوله : (جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) [الإسراء / ١٠٤] قال : جميعا ، وكان عامتهم من الأزد من الحجر ، ومن غسان ، ومن شجاعة ، والتف بهم نفر من جذام ولخم والزحاف ، وتنوخ من قضاعة ، فهم مجتمعون في المنزل متفرّقون في الديوان ، وهذه الخطة أوّلها مما يلي الراية سالكا ذات الشمال إلى نقاشي البلاط ، وفيها دار ابن عشرات إلى نحو من سوق وردان.
خطط أهل الظاهر : إنما سمي هذا المنزل بالظاهر ، لأنّ القبائل التي نزلته كانت بالإسكندرية ، ثم قفلت بعد قفول عمرو بن العاص ، وبعد أن اختط الناس خططهم ، فخاصمت إلى عمرو ، فقال لهم معاوية بن خديج : وكان ممن يتولى الخطط يومئذ أرى لكم أن تظهروا على أهل هذه القبائل ، فتتخذوا منزلا فسمي الظاهر بذلك ، وكانت القبائل التي نزلت الظاهر العتقاء ، وهم جماع من القبائل ، كانوا يقطعون على أيام النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فبعث إليهم ، فأتى بهم أسرى ، فأعتقهم ، فقيل لهم : العتقاء ، وديوانهم مع أهل الراية ، وخطتهم بالظاهر متوسطة فيه ، وكان فيهم طوائف من الأزد وفهم ، وأوّل هذه الخطة من شرقيّ خطة لخم ، وتتصل بموضع العسكر ، ومن هذه الخطة سويقة العراقيين ، وعرفت بذلك ونّ زيادا لما ولاه معاوية بن أبي سفيان البصرة ، غرّب جماعة من الأزد إلى مصر ، وبها مسلمة بن مخلد في سنة ثلاث وخمسين ، فنزل منهم هنا نحو من مائة وثلاثين ، فقيل لموضعهم من خطة الظاهر : سويقة العراقيين.
خطط غافق : هو غافق بن الحارث بن عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد ، وهذه الخطة تلي خطة لخم إلى خطة الظاهر ، بجوار درب الأعلام.
خطط الصدف : واسمه مالك بن سهل بن عمرو بن قيس بن حمير ، ودعوتهم مع كندة.